في هجوم يبدو «انتقامياً» شن أمس تنظيم «القاعدة» الذي يواجه ضغوطاً عسكرية، هجوماً انتحارياً ضد الجيش في جنوب شرقي اليمن ما أسفر عن مقتل 12 جندياً، كما حاول التنظيم قبيل فجر أمس، نحو الساعة الثالثة صباحاً، مباغتة نقطة تفتيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء ما ادى إلى مقتل ثلاثة من مقاتليه. وتتزامن أعمال العنف هذه مع نجاح الجيش، الذي بدأ في 29 الشهر الماضي، عملية واسعة النطاق لاستعادة مواقع وبلدات سيطر عليها اتباع «القاعدة» في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، ما يرجح أن هجومي الأمس كانا بهدف الانتقام. وقتل 12 جندياً وأصيب 12 آخرون بجروح في الهجوم الانتحاري الذي استهدف الشرطة العسكرية في المكلا، جنوب شرقي البلاد، وفقاً لحصيلة اوردها مصدر عسكري. وتابع المصدر أن المبنى «انهار جزئياً بفعل التفجير»، وأن عدداً من الجثث والجرحى انتشل من تحت الأنقاض. كما أعلن مستشفى المكلا، كبرى مدن حضرموت، أن مدنياً اصيب في الهجوم توفي في وقت لاحق ما يرفع العدد الكلي للقتلى إلى 13 شخصاً. وأكد المصدر أن الانتحاري الذي قام بالعملية ينتمي إلى تنظيم «القاعدة» الذي ينتشر بقوة في جنوب شرقي اليمن. كما قال شهود عيان إنهم شاهدوا سيارات إسعاف تقوم بإجلاء المصابين من موقع الهجوم في المكلا. وفي حادث منفصل أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن ثلاثة «إرهابيين» قتلوا وجرح رابع في اشتباك أعقبه هجوم قبيل فجر أمس، عند الثالثة صباحاً، على نقطة تفتيش بالقرب من القصر الرئاسي في صنعاء. وأفادت الوزارة في بيان بأن مدنياً قتل أيضاً في الهجوم وهو الثاني الذي يستهدف نقطة التفتيش نفسها للحرس الرئاسي بعد اعتداء الجمعة الذي أودى بحياة خمسة عسكريين ونسب إلى تنظيم «القاعدة». وأكدت الوزارة اصابة «إرهابي» رابع وأحد المدنيين في الهجوم على الحاجز الذي يتولاه الحرس الجمهوري. وأضافت أن «الإرهابيين الثلاثة لقوا مصرعهم عندما هاجموا نقطة تفتيش في دوار المصباحي» على مسافة 700 متر غرب القصر الرئاسي. وبعد تصاعد الهجمات التي تشنها «القاعدة» على قوات الأمن، شن الجيش اليمني أخيراً عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على معاقل «القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين حيث قتل عشرات المسلحين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن متحدث باسم الجيش قوله أمس إن «المئات من عناصر القاعدة قتلوا او جرحوا» في العملية العسكرية التي وجهت ضربات قاسية للتنظيم. وأضاف أن «القاعدة» فقدت «العشرات من كوادرها غالبيتهم من العرب وجنسيات أخرى». وتابع المتحدث أن «معاقل القاعدة في أبين وشبوة قضي عليها تماماً (...) كما صادرنا كميات من الأسلحة والتجهيزات والمعدات التي تستخدم في تصنيع المتفجرات وإعداد السيارات المفخخة». وقال المحلل اليمني محسن خصرف، وهو عميد متقاعد، إن القاعدة «ضعفت كثيراً في أبين وشبوة وفر عناصرها باتجاه مأرب والبيضاء» الواقعتين شرق صنعاءوجنوبها على التوالي. وحذر خصرف، الباحث في علم الاجتماع العسكري، أيضاً من أن «للقاعدة خلايا نائمة في صنعاء»، مشيراً إلى أن الهجومين الأخيرين قرب القصر الرئاسي هدفهما «تخفيف الضغط على مقاتلي القاعدة في الجنوب». وتابع أن الأوضاع هادئة في محافظاتالجنوب حيث انتشر الجيش في الأيام الأخيرة «في مواقع استعاد السيطرة عليها»، مضيفاً أن المقاتلين «حاولوا الاختباء في الكور» وهي منطقة صخرية تربط بين محافظات أبين وشبوة والبيضاء. ودعا العميد المتقاعد «الجيش إلى شن غارات جوية لملاحقة الذين فروا إلى جبال الكور» الوعرة المسالك. لكنه عبّر عن الخشية «من الأسوأ لأن بإمكان القاعدة شن عمليات كبيرة واغتيال شخصيات عامة ومهاجمة مواقع حساسة» خصوصاً في صنعاء.