طبقا للأرقام التي صرح بها وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أمس لأعضاء لجنة الشؤون الصحية في مجلس الشورى، فإن 64% من إجمالي الإصابات المسجلة بفيروس الكورونا داخل المملكة تعود لمصابين سعوديين، مقابل 36% لمقيمين، فيما أوضح أن 28% من الإصابات كانت من نصيب الممارسين الصحيين، وأن غالبية الوفيات كانت لأشخاص فوق سن العشرين. وأكد فقيه أمام الشورى، في جلسة استماع داخل لجنة الشؤون الصحية رافقه خلالها وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، أن الإجراءات الوقائية المعتمدة خفضت المصابين بالفيروس بنسبة 80%، فيما ذكر بالغنيم أن ردود فعل ملاك الإبل حول علاقة مواشيهم ب"كورونا" كانت متوقعة، ولكنه شدد على أن وزارته تنحاز لصحة المواطن بغض النظر عن ردود الفعل. على مدار أكثر من ثلاث ساعات، كشف وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم لأعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة، وعدد من الأعضاء بمجلس الشورى أمس الوضع العام لفيروس "كورونا"، ووضع النقاط على الحروف فيما يخص تطورات المرض، ومكافحته بلغة الأرقام. وقال الوزير فقيه في كلمته إن "اللقاء مع أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة وبقية أعضاء المجلس يمثل أهمية خاصة، نظراً لتنوع الكفاءات والتجارب في المجلس التي نتطلع إلى الاستفادة منها". وأوضح أن "64% من المصابين بفيروس كورونا من السعوديين، و36% من المقيمين، و28% من المصابين من الممارسين الصحيين، وأغلب الوفيات بين من هم فوق سن العشرين، بينما حالات الإصابة بين الأطفال متدنية جداً"، مشيرا إلى أن الإحصاءات توضح أنه كلما ازداد عمر المصاب ازدادت احتمالية الوفاة. وقال فقيه إن "الصحة استحدثت مركز القيادة والتحكم الذي يتكون من عدد من المنصات يقوم عليها عدد من الكفاءات من الوزارة وخارجها، تبدأ بمنصة تحليل البيانات، وبناء القدرة الاستيعابية والعمليات العلاجية والاتصال"، مشيرا إلى أن وزارته استعانت ببعض الجهات، والخبرات ليساعدوا في تسريع إنجاز بعض المشاريع. وأضاف "حتى يوم الثلاثاء الماضي تم رصد 689 حالة توفي منها 283، بينما تماثل 353 للشفاء"، لافتاً إلى أن شهر أبريل من هذا العام شهد أكبر عدد من الوفيات؛ بينما شهد مايو انخفاضاً بنسبة 80% في عدد الإصابات. وكشف وزير الصحة المكلف أن "الانخفاض اللافت في عدد المصابين خلال الخمسة أسابيع الماضية يعود لنجاح الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الوزارة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الوعي بين المواطنين عن الوضع في بداية انتشار الفيروس"، مؤكدا أن وزارته لن تخفض مستوى الاستنفار الذي أعلنته، وأنها مستمرة في التعامل مع الأمر بجدية، والتحوط لجميع السيناريوهات المحتملة. وأكد أن "الوضع في المشاعر المقدسة مطمئن، وجميع الاحترازات الصحية تسير وفق ما خطط لها، والمنشآت الصحية والعاملون فيها على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي حالات طارئة"؛ مشيرا إلى عدم تسجيل أي إصابات جديدة بين المعتمرين رغم الكثافة التي تشهدها الأماكن المقدسة هذه الأيام. وعن الدراسات الخاصة حول علاقة الإبل بفيروس كورونا، قال إن "العديد من الدراسات أثبتت أن الجمال قد تكون هي الخازن الأساسي للفيروس، ومنها دراسة الوزارة التي أثبتت أنها كانت مصدرا لانتقال الفيروس للإنسان"، مشيرا إلى أن التحذيرات من الاختلاط بالجمال، وتناول حليبها مستمرة ومبنية على دراسات علمية. من جانبه، قال وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم إن "الوزارة تدرك أهمية القطاع الحيواني، لذلك فصلته عن بقية القطاعات، ولدينا تجارب سابقة مع حمى وادي المتصدع، وأنفلونزا الطيور اللذين حققنا في مواجهتهما نجاحا حظي بإشادة عالمية. وأضاف أن "وزارة الزراعة تتعامل مع الأمراض بإجراءات معروفة، وحققت نجاحات مشهودة في هذا المجال، ووصلت إلى مرحلة إعلان خلو المملكة من بعضها بشهادات جهات عالمية مستقلة". وقال الوزير بالغنيم إن "أكبر التحديات التي نواجهها حالياً هي اضطرارنا لاستيراد الثروة الحيوانية من الخارج، والنقص الشديد في عدد الأطباء البيطريين الذي يعتبر الأدنى عالمياً وفق المعايير الدولية". وعن رأيه في علاقة الإبل بفيروس كورونا، أوضح أن "رد فعل ملاك الإبل كان متوقعاً، ونستذكر تجربتنا مع أنفلونزا الطيور، ورد فعل أصحاب مشاريع الدواجن في ذلك الوقت"، مشيراً إلى أن الوزارة تنحاز لصحة المواطن. بعد ذلك، أعطى نائب رئيس المجلس الكلمة لنائب رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة في المجلس الدكتورة منى آل مشيط التي أعربت عن شكرها لوزيري الصحة والزراعة على مبادرتهما بالحضور للمجلس، وإطلاع لجنة الشؤون الصحية والبيئة، وبقية الأعضاء على الجهود والإجراءات في مواجهة الفيروس. ثم فتح نائب رئيس مجلس الشورى المجال لمداخلات أعضاء لجنة الشؤون الصحية والبيئة، الذين أشادوا بمبادرة وزيري الصحة والزراعة بالحضور، وطرحوا عددا من الملاحظات والاستفسارات حول انتشار المرض. إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل إصابتين بالفيروس واحدة في الجوف وأخرى في الظهران، إضافة إلى وفاة في المدينةالمنورة وبذلك يرتفع عدد الإصابات إلى 691 والوفيات 284.