أدى تشويه صورة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء أول من أمس إلى انتشار عشرات المسلحين أمس بمدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، دون أن تحاول الأجهزة الأمنية اعتراضهم، بحسب ما أكده المقدم في الشرطة الاتحادية سالم جبار ل"الوطن"، الذي قال إن الأجهزة الأمنية اتخذت كافة إجراءاتها لمنع المظاهر المسلحة في المنطقة، فيما أفاد شهود عيان بأن المسلحين حملوا أسلحة خفيفة ومتوسطة، واستخدموا سيارات مدنية للتنقل في أحياء المدينة. من جانبه، اتهم القيادي في التيار ضياء الربيعي جهات قال إنها معادية لزعيم التيار بتشويه صورته، وأضاف "نعتقد أن المعادين للصدر وعلى خلفية رفضهم الولاية الثالثة لرئيس الحكومة نوري المالكي، قاموا بهذا الفعل الذي يعبر عن إفلاسهم الشعبي، لكنهم لن يستطيعوا النيل من رمز معروف بمواقفه الوطنية ودفاعه عن حقوق أبناء الشعب العراقي". وعلى صعيد الحراك السياسي لإنجاز استحقاقات ما بعد إعلان نتائج الانتخابات الخاصة، جدَّد ائتلاف "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي رفضه إعادة ترشيح المالكي. وشدد المتحدث باسم لجنة التفاوض التي شكلها الائتلاف مؤخرا محمد إقبال في تصريحات ل"الوطن"، على ضرورة أن تتوفر في المرشح شروط القبول من الأطراف الأخرى، وقال: "نحن ندعم أي شخصية يطرحها التحالف غير المالكي، وفي حال إصراره، ستكون لدينا خيارات أخرى بالاتفاق مع القوة التي تتبنى برنامجنا المتضمن بناء الدولة، على أساس المواطنة، ونبذ المحاصصة الطائفية والمذهبية، وإجراء عملية إصلاح تضمن حقوق مكونات الشعب العراقي كافة، وإلغاء كل مظاهر التهميش والإقصاء التي استهدفت سنة العراق". في سياقٍ منفصل، أعلنت مصادر محلية ودولية في العراق أمس عن مقتل 938 شخصاً، معظمهم من المدنيين، في أعمال عنف متفرقة خلال شهر مايو الماضي في البلاد، حيث تتواصل موجة العنف منذ مطلع العام الماضي. وأشارت وزارات الصحة والدفاع والداخلية إلى مقتل 938 شخصا خلال الشهر الماضي، هم 804 مدنيين و78 عسكرياً و56 من رجال الشرطة، وإصابة 1463 شخصاً آخرين. من جانبه، ناشد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف المسؤولين على العمل بسرعة لتشكيل حكومة شاملة ضمن المهلة الدستورية، والتركيز على التوصل إلى حلٍّ موضوعي للوضع في الأنبار". وتقع في محافظة الأنبار، غرب بغداد، مواجهات متواصلة بين القوات العراقية ومسلحين، بعضهم من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذين يسيطرون على مدينة الفلوجة ومناطق متفرقة في مدينة الرمادي المجاورة.