شن عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت انتقادات لاذعة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، واتهمه بأنه "يستقوي بمنطق السلاح الذي يملكه، ويستعلي على أي منطق في الدولة اللبنانية". وأضاف في تصريحات صحفية "نصر الله في خطابه الأخير كأنه يريد أن يقول إنه لا توجد دولة إلا وفق إرادة حزبه ووفق مشيئته. وأشار بوضوح إلى أن الجمهورية اللبنانية تابعة للجمهورية الإيرانية، وهو يريد نظاماً مشابهاً للنظام الإيراني، كما ينصب نفسه مرشداً أعلى للدولة اللبنانية على نسق ما يوجد في إيران، وأن على مؤسسات الدولة أن تتبع ما يريد". إلى ذلك، واصل المواطنون السوريون المقيمون في لبنان أمس، عملية الإدلاء بأصواتهم للانتخابات الرئاسية لليوم الثاني على التوالي، في السفارة السورية في اليرزة والتي انتهت الساعة ال12 ليلا، ولم تسجل أي إشكالات أمنية، بفعل الإجراءات التي اتخذتها القوى الأمنية اللبنانية في المنطقة، بعد الفوضى المنظمة أول من أمس، التي أعدها شبيحة الأسد، وأخرجها حزب الله، بدعمه وملاحقته النازحين ترغيبا وترهيبا. وفيما استنفر السفير السوري علي عبدالكريم علي أجهزة سفارته اللوجستية والإعلامية لمواكبة الحدث، بعد انتقادات قوى 14 آذار حيال عملية "الزحف إلى السفارة"، عد أن "رهانات هذه القوى خاطئة منذ البداية في حق السوريين". ورد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم على علي بالقول "لممثل بشار الأسد في لبنان، نقول، لن تنفعكم محاولات إرهابنا بشبيحتكم، لأننا لم نخشكم يوما حتى عندما كان يحتل جيشكم وطننا، فاصمت وارحل". من جهته، لفت عضو "كتلة المستقبل" النائب زياد القادري أن "العراضة التي حصلت كشفت انخراط النظام السوري بوسائله المباشرة وغير المباشرة وعبر سفارته في بيروت بترتيبات معدّة سلفاً لتوظيف الثقل الديموغرافي للاجئين السوريين في لبنان. وهناك معلومات مثبتة تؤكد أن النظام السوري، وبمساعدة حزب الله و8 آذار، مارس شتى أنواع الضغوط على اللاجئين السوريين للإقبال الكثيف على الاقتراع". أما عن سبب عدم اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارا بعدم السماح بإجراء الانتخابات السورية في لبنان، أوضح أن "لهذه المسألة نصوصا وقوانين واتفاقات ترعاها، والمسؤولية بالدرجة الأولى في هذا الموضوع تقع على وزارة الخارجية. نحن نسمع مواقف وزير الخارجية جبران باسيل فيما يتعلق بمسألة النازحين والوجود السوري، لكن عمليا لا نرى أنه يقرن القول بالفعل ويتصرف بشكل يراعي مصلحة لبنان". أضاف: "تبيّن أن هناك أعداداً كبيرة من النازحين السوريين غير مهددة، وعلى وزير الخارجية التحرك فوراً من أجل المطالبة بإعادتها إلى سورية". وعن دعوة السفير علي فريق "14 آذار" لمراجعة حساباته، قال: "على السفير السوري أن يراجع حساباته فيما يتعلّق بلبنان وفي الرغبة بالعودة للهيمنة على القرار اللبناني والعبث بالأمن اللبناني وفق ما يحلم"، مشددا على أن "ما حصل بالأمس لن يرهب اللبنانيين أو يغير قناعاتنا لناحية تمسكنا ببلدنا وبحريته وسيادته". هذا وقالت مصادر مراقبة للانتخابات التي جرت في السفارة السورية إن "المضحك في انتخابات السفارة الخروقات الجوهرية لأبسط وأهم مبادئ الانتخاب في أكثر الأنظمة الديموقراطية بدائية وهي سرية التصويت وأهلية الناخب. فقد نقل معظم المراسلين أنه بعد ساعة من بدء التصويت عمدت لجان الاقتراع إلى السماح للناخبين بالتصويت دون إبراز المستندات ودون التوقيع على لوائح شطب واكتفت بتسجيل الناخب اسمه ورقم هويته على بطاقة الاقتراع نفسها ووضعها في الصندوق في خرق فاضح أيضا لسرية التصويت".