في تطور جديد ولافت حول الشكوك التي تحوم حول وجود "شبه فساد" متورطة بها شركة المياه الوطنية وبعض وكلاء صهاريج توزيع المياه المحلاة على الأحياء، رفع عدد من المواطنين بلاغا إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بالدلائل والقرائن التي رصدوها خلال شهر، وتنطوي على وجود تلاعب وإغلاق متعمد لبعض مصادر المياه، بغية تصريف عدد من الصهاريج المدعومة حكوميا، بحسب ادعاءاتهم. ومارس مواطنو أحياء (الصحافة، الياسمين، الندى) وانضم إليهم سكان حي (العقيق)، وجميعها من أحياء العاصمة الجديدة، دور المحققين في القضية. وأثبتوا في بلاغات رفعوها ل"نزاهة" صباح أمس، إفادة أحد العاملين في شركة المياه الوطنية، والذي قال لهم ما نصه "شبكات الضخ مقفلة من إدارة العمليات، ولا يوجد أي مشكلة"، مفيدا في شهادته التي ضمنوها بلاغهم الرسمي بأن هناك بعض الأحياء مستثناة من الانقطاعات. وبالأمس، فقط، وفي غير الموعد المعتاد وبعد 24 ساعة من نشر "الوطن" لقصة الأحياء الثلاثة ونية سكانها التوجه لهيئة مكافحة الفساد، ضخت شركة المياه الوطنية الماء إلى منازل تلك الأحياء في الفترة الصباحية بعد قرابة شهرين من الانقطاع. واستقبلت "نزاهة"، صباح أمس شكوى مواطنين الأحياء الثلاثة بالإضافة إلى حي رابع شمال العاصمة الرياض -حصلت الوطن على نسخة منها-، كشفوا خلال شكواهم أن الشركة الوطنية للمياه، تتلاعب في ضخ المياه إلى المساكن، مشيرين إلى أن ذلك ما أفادهم به أحد العاملين في الشركة. وقال المواطنون في شكواهم التي تقدموا بها أمس للهيئة، برقم القيد 10011 وتاريخ 21/7/1435 ، تبادر في أذهاننا نحن المواطنين كيف يستطيع "الشيب" الكائن في شمال الرياض والخاص بالشركة المزودة بصهاريج المياه عند الانقطاع، وهي مدفوعة الثمن من قبل الدولة، أن يحظى بوفرة المياه مقابل انقطاعها عن المنازل القريبة من الشيب. وأوضحوا في شكوكهم وشكواهم أنهم توجهوا إلى "نزاهة"، حفاظا على مدخرات الدولة والمال العام، لافتين إلى أن الوضع مدعاة للشك، مبينين أنه من منطلق "وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه"، فإن الصهاريج التي تزود المنازل بالماء عند الانقطاع يكون سعر المتر المكعب من الماء 10 ريالات بدلا من 6 ريالات، لافتين إلى أن ضخامة حجم المخزون في "الشيب"، جعلهم يبحثون عن الحقيقة خلف هذه الانقطاع. وأضافوا "بحثنا عن الإجابة الشافية ووجدنا أحد الفنيين الذين يباشرون ضخ المياه في الأحياء، وتم الاستفسار منه وأفاد بدوره بأن شبكة الضخ مقفلة من إدارة العمليات، ولا وجود لمشكلة في أي شيء، وأن بعض الأحياء مستثناة من الانقطاع". وأكد سكان الأحياء الثلاثة "الصحافة، الياسمين، الندى" بالإضافة إلى الحي الرابع وهو "العقيق"، الذين لا يبعدون عن المقر الرئيس ل"نزاهة" إلا قليلا، أنهم لم يتقدموا إلى الهيئة إلا حفاظا على حقوق الوطن والمواطن، مبدين استغرابهم من تزويدهم بمياه مدفوعة التكاليف، مصدرها "شيب" في العاصمة. وأكد المواطنون في حديث ممثلهم ل"الوطن"، أنه بعد نشر خبر تحري الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عبر الصحيفة أول من أمس، لشكواهم المقدمة ضد الشركة الوطنية للمياه، تم ضخ الماء إلى منازلهم، قبل الموعد المعتاد.