تواصل أسعار الأرز، وبخاصة صنف البسمتي هندي المنشأ، تحقيق قفزات عالية في السوق المحلية. ورغم غياب التقارير المحلية عن نسب الارتفاع الحقيقية، إلا أن هناك تقديرات عالمية تشير إلى نسب الارتفاع تحوم حول 20% منذ 3 أشهر وحتى الآن. ويخشى المستهلكون المحليون تكرار السيناريو الذي حصل عام 2007، عندما بلغت الأسعار مستويات غير مسبوقة، حيث تضاعفت الأسعار تقريباً، فقد كانت عبوة الأرز البسمتي الهندي فئة 5 كيلوجرامات تباع ب18-20 ريالاً في 2006، ووصلت إلى 28-30 ريالاً في أواخر2007، مما جعل الحكومة تقدم دعما بمقدار ريال واحد لكل كيلو من الأرز للسيطرة على الارتفاع؛ لاسيما أن أسبابه خارجية. وتقترب أسعار عبوة 5 كيلوجرامات ذاتها الآن بين 38-40 ريالا. ويعدد تقرير صادر عن مؤسسة "أوريزا" المتخصصة في أبحاث الأرز العالمية، أسباب ارتفاع أسعار الأرز الهندي مؤخراً إلى تصاعد الأسعار داخل الهند بنحو 22% للقنطار الواحد في أبريل الماضي بعملة الروبية الهندية، مقارنة بالفترة نفسها من 2013، مع ملاحظة وجود ارتفاع تراكمي منذ بداية العام قياساً بالعام السابق، إلى جانب انخفاض مخزون الأرز في الهند بنسبة 15% ليصل إلى 30.25 مليون طن في أبريل الماضي، بعد أن كان 35.5 مليون طن في الفترة نفسها من عام 2013. ومما يزيد الأمور سوءاً أن الهند تتوقع تصدير 8 ملايين طن فقط خلال العام المالي 2014-2015، هبوطا من 10.5 ملايين طن للعام المالي 2013-2014. ويقول أحد خبراء الأرز "لال كرشنا": "تلعب العوامل المناخية والنفسية في الهند ضغوطاً على الأسواق، فأخبار الجفاف أو الفيضانات تشكل ضغطاً على أسعار الأرز الحالية حتى قبل بدء موسم الحصاد بين أكتوبر ونوفمبر من كل عام. وتمثل ظاهرة الاحتباس الحراري أحد مهددات الموسم مع تصاعد درجات الحرارة واختلال الهطول المطري، كما أن هناك مشكلة تكمن في عزوف الأجيال الشابة عن العمل في الزراعة، وتناقص الأراضي الزراعية لصالح التطوير العقاري، رغم التشريعات التي تحفز المزارعين، وتضيق الخناق على التوسعات العمرانية الكبيرة". وقد تضطر المطاعم الآن إلى رفع أسعار وجبات الأرز، إذ إنها لاتستطيع مواكبة الارتفاع لفترة طويلة، وذلك بحسب أحد مسؤولي المطاعم في جدة. يذكر أن حجم استهلاك الفرد محلياً يتراوح بين 42-45 كيلوجراما في العام، وهو من أعلى المعدلات عالميا.