دعا رئيس نادي الرياض الأدبي الأسبق الدكتور محمد الربيع إلى إنشاء مركز ثقافي يهتم بالأدب في المملكة يحمل اسم الراحل أخيرا الدكتور محمد بن سعد بن حسين رحمه الله الذي وافته المنية الشهر الماضي بعد مشوار حافل بالعطاء. وطالب الربيع خلال ندوة "ليلة وفاء" التي نظمها نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس بنقل مكتبة ابن حسين إلى مسقط رأسه (عودة سدير)؛ لتكون وقفا على الباحثين والقراء بشكل عام، وعقد ندوة موسعة عنه في كلية اللغة العربية، وإعلان جائزة باسمه تعنى بالأدب السعودي. وذكر الربيع في ورقته "ابن حسين وذكريات تزيد على نصف قرن"، أنه بصدد إعداد بحث مفصل عن الراحل قريبا، لافتا إلى أن أول لقاء له مع الراحل كان في عام 1379ه بمعهد الرياض العلمي، وقال: درسنا ابن حسين مادة الأدب في خمسة أعوام، ومن خلاله حببنا في دراسة الأدب وتذوق النصوص. وأضاف: لم يقتصر نشاط ابن حسين على التدريب بل امتد إلى الإشراف على النشاط الثقافي على النادي الأدبي بالمعهد، ويكفيه أنه حرص منذ البداية على الاهتمام بالأدب المحلي، وذكر أنه زامله في التدريس عام 1389ه في معهد الرياض العلمي، وكان نعم الموجه والناصح رحمه الله، وكان يمتلك أسلوبا هادئا مشعا، وأشار إلى رحلة ابن حسين مع الدراسات العليا في مصر، وأنه كون علاقات واسعة مع كبار الأدباء بالقاهرة فكان طالبا للدكتوراه وسفيرا للأدب السعودي في مصر. وفي ورقته "تجربتي في التتلمذ على ابن حسين: منهجه ورؤيته ومواقف طريفة" قال الدكتور محمد العوين: لا أستطيع أن أختصر أربعين سنة في كلمات أو أوجز أياما وليالي وجلسات ولقاءات ومناقشات في وقفات، وأضاف: كان أستاذنا ابن حسين يقسم وقته أسداسا وأخماسا بين طلابه ومحاضراته ولقاءاته وتأليفه وكتابة برامجه وزياراته؛ ويملي حلقات برنامجه "من المكتبة السعودية" الذي استمر أربعة وعشرين عاما: بدأ في 1399/01/01ه، وتوقف منتصف عام 1424 ه، وهو أول سعودي يرأس قسم الأدب في كلية اللغة العربية عام 1403 ه، وأول من اقترح ودافع عن تخصيص الأدب السعودي بفصل دراسي كامل بوصفه مقررا رسميا. بينما تناول رئيس تحرير مجلة قوافل الدكتور محمد بن سليمان القسومي، خلال الندوة التي أدارها منصور العمرو، في ورقته "الحنين إلى الماضي في شعر ابن حسين"، جوانب إنسانية، ذاكرا أن ابن حسين عالم ذو صبر وجلد ومرب يحنو على تلاميذه ويفتح أمامهم آفاقا من العلم والمعرفة وشاعر له روح الفنان يتسم بالشفافية التي تقوده إلى التفاعل مع مجتمعه وحياته والإفضاء بمشاعر رقيقة، وأضاف: تنقل ابن حسين بين أماكن كثيرة في نجد والحجاز ومصر طلبا للعلم، وأصبح ناقدا وأحد وجهاء المجتمع، ونشر ديوانه الأول (أصداء وأنداء) عام 1408ه، وألمح القسومي إلى أن ابن حسين من أكثر شعرائنا السعوديين التفاتا إلى مراتع الصبر وإلى الأماكن التي تنقل فيها. اللواء المهندس عبدالحميد بن محمد آل حسين قال في كلمة أسرة الفقيد: لقد رأينا محبة الوالد في أعين كل من قابلته سواء من العلماء أو طلاب العلم أو الوجهاء، بل إن أغلبهم يحس بمشاعر الانتماء الأبوي نحو والدي رحمه الله. أما من الناحية الشخصية وعلاقته بنا فقد كان أبا حنونا وصديقا مصغيا قدم النصيحة بطريقة سلسة تجعل الذي أمامه يقتنع بها عن طيب خاطر، ثم ذكر أنهم لا ينسون دعم والدتهم لوالدهم رحمه الله. إلى ذلك أعلن رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري أن كلية اللغة العربية تعتزم تنفيذ فعالية عن ابن حسين، وأن مجلة الأدب الإسلامي تنوي تخصيص ملف عنه.