لأول مرة بعد ثلاثة أعوام، من عمر اندلاع الثورة في سورية، وضعت قوات الأسد أقدامها أمس، بموجب تنفيذ "هدنة حمص"، التي شهدت مراقبةً دولية، وسعيا "أسديا" لتعطيلها، على أراضي المحافظة، التي تعتبر "عاصمة الثورة السورية" بوجه نظام الأسد. وبعد إخلاء المقاتلين من المحافظة "طوعاً"، عبر حافلاتٍ بمراقبة دولية، شهدت حمص تدفق الأهالي، الذين تفاجؤوا بحجم الدمار اللاحق في المدينة، جراء انتهاج قوات الأسد سلوك البراميل المفتجرة، التي دمرت حمص عن بكرة أبيها. في هذه الأثناء، حقق الجيش الحر تقدماً كبيراً بسيطرته على بلدة القحطانية ومدينة القنيطرة ومحاور أخرى بريف القنيطرة الأوسط عقب اشتباكات أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى وسط قوات النظام. وقالت شبكة مسار برس إن سيطرة المعارضة على الموقعين جاءت بعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة والجيش الحر والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، وأضافت أن تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل 9 عناصر من قوات النظام، كما تمكّن الجيش الحر من تفجير حافلة مؤازرة لقوات النظام على أطراف بلدة خضر، مما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وفي حلب وريفها، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 عناصر من قوات النظام بينهم ضابطان برتبة عقيد ونقيب لقوا حتفهم وفي مدينة السفيرة، إثر استهداف طائرتهم المروحية من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. كما دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين قوات النظام المدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، وبعض الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع قصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباكات ومناطق في حي الليرمون وحلب القديمة. أما في دير الزور، شرق سورية، فقد استمرت المعارك العنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ومقاتلي جبهة النصرة. رغم كل المبادرات التي طرحت لوقف الاقتتال بين الجانبين. كما واصلت طائرات النظام إلقاء البراميل المتفجرة على أحياء في حلب. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين قوات الجيش الحر وقوات النظام على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، وقال مكتب دمشق الإعلامي إن قوات النظام نفذت غارتين جويتين على البلدة وقصفت براجمات الصواريخ والمدفعية بلدتي دير العصافير وزبدين بريف دمشق الشرقي. كما سقطت 3 براميل متفجرة على حي العباسية في بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي. وكانت الهيئة العامة للثورة قد أكدت تواصل العمليات العسكرية على عدة محاور في البلدة تمهيداً لاقتحامها.