على الرغم من الاختلاف في البرامج الانتخابية، إلا أن المرشحين الرئاسيين: المشير عبدالفتاح السيسي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، اتفقا على رفض عودة "الإخوان" إلى المشهد، وهو ما يعطي إشارات، على أن السنوات القادمة، ربما ستشهد صداما بين الرئيس القادم، وبين الجماعة "المحظورة"، التي أزيحت عن المشهد السياسي المصري، بعد عام واحد من حكمها لمصر. أستاذ العلوم السياسية وعضو جبهة الإنقاذ السابق والمشرف على البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، الدكتور وحيد عبدالمجيد، يرى أن "قيادات الإخوان رفعت حالة التعبئة داخل التنظيم إلى أقصى درجة وأثارت حالة استنفار جنونية، فأصبح من الصعب عليها أن تعيد السقف ثانية بعد المستوى الذي وصلت إليه التعبئة بدعوى أن هناك معركة مقدسة يخوضها، وأنه يتعرض لمؤامرات وأنه لم يحدث أي أخطاء وأصبحوا في نقطة اللاعودة. ويجد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد طارق تهامي، أن أي رئيس قادم سيسعى للمصالحة مع تلك الجماعة سيجد "معارضة حقيقية" لمثل هذه الفكرة؛ لأن تجربة الإخوان كانت مريرة، وليس هناك اعتقاد بأنه سيكون من المقبول الحديث عنهم أي الجماعة من قبل أي مرشح أو رئيس قادم، وإن رفض السيسي وصباحي لفكرة المصالحة مع الإخوان، دفع قيادات الجماعة إلى الادعاء بأنهم لن يقبلوا المصالحة في خطوة استباقية منهم. وقد أكد السيسي أن مصر كانت ستتحول إلى دولة دينية وبؤرة للإرهاب في المنطقة في عهد الإخوان. وقال خلال لقائه وفدا من سفراء دول أميركا اللاتينية مساء أول أمس، إن "النظام السابق لم ينجح في صبغ الدولة المصرية صبغة دينية؛ لأنه كان يسعى لخلق فاشية دينية وصراعات في المنطقة، والمصريون لم يسمحوا لهم باختراق هويتهم". وفي نوع من الحرب النفسية ضد الأوفر حظا المشير أثار الشارع المصري ما أدلى به أحد المنتمين للذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، حين عدّ أن نهاية "السيسي" ستكون على "يد أحد حراسه". ولم يُلق خبراء أمنيون بالا، لما أشار إليه أحمد الإسكندراني، المتحدث باسم حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية للجماعة الإسلامية حول "نهاية عبدالفتاح السيسي" التي قال إنها ربما تكون على يد "أحد حراسه". واستبعد الخبير الأمني العميد محمود قطري، في تصريحات ل"الوطن"، أن يقوم أحد حراس السيسي باغتياله؛ لأنه لا يمكن اختراق صفوف الحراسة؛ لأن الحفاظ على حياته المهمة الأساسية لكل المحيطين به، فضلا عن الفحص الشديد الذي يتم اختيار أطقم حراسته على أساسه. وقال الخبير الاستراتيجي اللواء مختار قنديل، إن "هذه التصريحات نوع من الحرب النفسية ضد المشير السيسي، في فترة الدعاية الانتخابية، وأستبعد تماما أي احتمال لتعرض السيسي للاغتيال على يد أي من حرسه. إلى ذلك، أعلنت الأجهزة الأمنية أنها ضبطت 3 من "العناصر التكفيرية" بمنطقة إمبابة بالجيزة، وبحوزتهم قنبلة مزودة بهاتف محمول، وأخرى معدة للتفجير، مشيرة إلى أنهم كانوا يستهدفون ضباط الجيش والشرطة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 من شهر مايو الجاري. وفي سياق آخر، أجلت محكمة جنايات القاهرة في جلستها التي عقدت أمس برئاسة المستشار شعبان الشامي قضية اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير 2011 والمعروفة إعلاميا بقضية "اقتحام سجن وادي النطرون" والتي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي و130 من قيادات بعض الجماعات الإرهابية، إلى جلسة 19 مايو الجاري.