وجه وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه تحذيرا من شرب حليب الإبل أو تناول لحومها لأنها أحد المصادر المحتملة لنقل فيروس كورونا. وخلال مؤتمر صحفي عقد في الرياض أمس بحضور فقيه، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء. إلى ذلك، سجلت ثلاث وفيات جديدة لحالات مصابة بالمرض في الرياض ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 105. وأعلن فريق بحثي أميركي عن تحديده لأجسام مضادة للفيروس، وسيتم اختبارها على الفئران. حذر وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أمس من شرب حليب الإبل وأكل لحمها لكونهما من مصادر الإصابة المحتملة بفيروس "كورونا"، وذلك حينما أعلن أن وزارته قد بدأت في تنفيذ خطة عاجلة لفهم وتحليل طبيعة الفيروس وبحث أفضل السبل لاحتوائه. وقال فقيه في المؤتمر الصحفي، الذي عقده بديوان الوزارة عصر أمس وحضره مجموعة من الخبراء الذين سيقدمون مساعدتهم في مواجهة خطر الفيروس، إنه جرى مؤخرا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الفعالة والخطوات الجادة للحد من انتشار الفيروس في المملكة شملت إجراء سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة لهدف الوقوف على مدى جاهزيتها واستعداداها لاستقبال أي حالات مصابة بالفيروس، بالإضافة إلى تعيين المجلس الطبي الاستشاري الذي أنشأته الوزارة مؤخرا للمساعدة في مواجهة هذا التحدي حول الصحة العامة في المملكة، واصفا هذا المجلس بأنه ركيزة أساسية في دعم جهود وزارة الصحة. وبين أن الإجراءات شملت تخصيص 3 مراكز طبية لمواجهة الفيروس وهي مدينة الملك عبدالله الطبية بجدة ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض ومجمع الدمام الطبي بالمنطقة الشرقية. وأشار فقيه إلى أن وزارة الصحة تدرس جميع الخيارات التي يمكنها مواجهة هذا التحدي الذي يتعلق بالصحة العامة بالمملكة في ظل الجهود المستمرة والإجراءات الصارمة التي تتبعها الوزارة ضمن خطتها العاجلة للحفاظ على سلامة مجتمعها في ظل الوضع الراهن، ويتوقع الإعلان عن المزيد من القرارات في الأيام القريبة. وأكد أن وزارته ملتزمة بمبدأ الشفافية والإفصاح سواء مع وسائل الإعلام أو أفراد المجتمع السعودي وتوفير جميع ما يحتاجونه من معلومات عن الوضع الراهن، مؤكداً أن موقع الوزارة على الإنترنت يتم تحديثه يومياً ووضع تفاصيل كاملة عن الحالات التي تم رصدها. وقدم فقيه شكره للمجلس الطبي الاستشاري على التوصيات والاقتراحات القيمة التي قدمها مؤخرا، لافتاً إلى أن الوزارة ستعمل على مناقشة الاستشارات والعمل في ضوئها خلال الفترة المقبلة. "كورونا" ليس وباء من جانبه، أكد مدير شعبة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الدكتور جواد محجور أن محاصرة فيروس كورونا والقضاء عليه خلال هذه الفترة تشكل أولوية، وأن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء، مشدداً على أن المنظمة لا توصي بأي إجراءات بشأن إيقاف السفر داخل أو خارج المملكة. وأشاد بجهود المملكة ممثلة بوزارة الصحة لإيقاف انتشار الفيروس، وإجراء العديد من البحوث من أجل التعرف على المرض، مما يسهم في معرفة طرق الوقاية منه، مشيراً في هذا الصدد إلى استقطاب الوزارة للعديد من الخبراء والاستشاريين من داخل وخارج المملكة لمناقشة مستجدات الفيروس للحد من انتشاره. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن الوزارة تتابع جميع المستجدات وتعمل على مدار 24 ساعة من خلال لجانها المتخصصة، مبيناً للجميع أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق. وحول لبس الكمامات في المواقع العامة، أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة لا تنصح المجتمع بلبس الكمامات في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، بل يجب أن يقتصر ذلك على المخالطين من الأطباء والممرضين أثناء دخولهم على المرضى، مبيناً أن الاستمرار في لبسها قد تحولها إلى مصدر للعدوى. وحول المؤتمر التشاوري، أكد ميمش أنه عقد بمشاركة أبرز الخبراء في العالم، وناقش كل ما يتعلق بفيروس كورونا من ناحية المعلومات وطريقة انتشاره ونشاطه، مشيراً إلى عدم وجود علاج أو لقاح للفيروس حتى الآن. وحول اشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للحج والعمرة هذا العام، أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة نصحت كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل أن يؤجلوا أداء الفريضة هذا العام. من جهته أكد المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة الدكتور طارق محمد مدني أن المطهرات والمعقمات الموجود بالمستشفيات كافية للوقاية من الفيروس، وأن الوزارة توصي بتطهير الأسطح والطاولات بشكل مستمر، مشيراً إلى أنه لا يوجد تفسير لانتشار المرض في الرجال أكثر من النساء، وربما يعود إلى أن الرجال أكثر زيارة للمستشفيات من النساء والتردد في الأماكن العامة. 3 وفيات جديدة وسجلت الوزارة أمس على موقعها الإلكتروني 3 وفيات جديدة لرجال أصيبوا بالفيروس وكلها في الرياض، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 105 وفاة، كما تم تسجيل 6 حالات إصابة 4 منها بدون أعراض واثنين مستقرتين وتتلقيان العلاج، حيث سجلت حالة في الرياض وحالة أخرى في تبوك وحالة في مكةالمكرمة وثلاث في جدة. لقاح أميركي في الطريق من جانب آخر، حدد باحثون أميركيون أجساما مضادة فعالة ضد فيروس كورونا ما يفتح الباب أمام علاجات محتملة ضد هذا المرض المعدي الذي غالبا ما يؤدي إلى الوفاة. ولا يتوافر حاليا أي لقاح أو مضاد حيوي ضد هذا الفيروس الذي يتسبب بالتهاب حاد في الشعب الهوائية مع نسبة وفاة تزيد عن 40 %. والأجسام المضادة التي عزلها الباحثون في معهد دانا- فاربر للسرطان بواشنطن تعطل جزءا مهما من الفيروس يسمح له بالالتحام بمتلقيات لاصابة الخلايا البشرية، على ما أوضح الباحثون وبينهم الدكتور واين ماراسكو. واكتشف اخصائيو الفيروسات هؤلاء هذه الأجسام المضادة في "قاعدة" تحوي 27 مليارا من الأجسام المضادة البشرية المحفوظة في ثلاجة بمعهد "دانا-فاربر" وهو من الأهم في العالم. وحدد الباحثون سبعة أجسام مضادة قادرة على تعطيل فيروس كورونا بالتحديد. وقد اختاروا من بين السبعة واحدا اعتبروا أنه واعد أكثر من غيره لإجراء أبحاث إضافية وقد أنتج بكميات كافية للبدء باختباره على الفئران.