خليط من الغضب والصدمة، تملك وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه من قيادات الوزارة، وذلك في أعقاب مواجهته صعوبات في التواصل معهم حينما أراد عقد اجتماع طارئ عبر الدوائر التلفزيونية حول "فيروس كورونا". تفاصيل ما جرى في اجتماع عاصف عقد منتصف ليل أول من أمس واستمر حتى ساعة متأخرة، سردها ل"الوطن" مصدر مطلع، مؤكدا أن فقيه كان مصدوما –حسب تعبيره-، من ضعف البنية الأساسية الإلكترونية لوزارة الصحة لدرجة تعذر انعقاد اجتماع تلفزيوني، ورشح عن الاجتماع تساؤلات حول ضعف دور الملحقين الصحيين بمختلف دول العالم، والاتفاق على تشكيل غرفة عمليات لإدارة الأزمة ومتابعة التطورات بشكل مستمر. وفيما أصدر وزير الصحة قراراً بتعيين الدكتور طارق أحمد مدني مستشاراً طبياً مستقلاً للوزارة لتنسيق الخطة الطبية العاجلة لمواجهة الكورونا، أعلن فقيه ل"الوطن" أن الثلاثاء سيكون موعدا لوصول الخبراء ال20 لمناقشة وتقييم الوضع الراهن. "الوزير غاضب جدا، وواجه صعوبات حتى في التواصل مع قيادات وزارة الصحة، وعقد اجتماعا طارئا عبر الدوائر التلفزيونية حول فيروس كورونا".. بهذه العبارة تحدث مصدر مطلع بوزارة الصحة إلى"الوطن"، مؤكدا أن اجتماعا عاصفا ترأسه وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، بحضور بعض قيادات الوزارة، حول إجراءات مواجهة فيروس "كورونا"، عقد أول من أمس، استمر حتى منتصف الليل. وأوضح المصدر أن الوزير "مصدوم" حسب تعبيره من ضعف البنية الأساسية الإلكترونية بالوزارة، وأنه لم يستطع على الأقل عقد اجتماع عن بعد عبر الدوائر التلفزيونية مع قياداتها، وأن مكتبه لجأ إلى التواصل معهم عبر الاتصال المباشر بهواتفهم المحمولة، وأن بعضهم استغرب من عدم وصول خطاب إليه يفيد بالاجتماع، وكشف عن تساؤلات برزت خلال الاجتماعات السابقة عن علاقة الوزارة مع المنظمات العالمية المعنية بالصحة. وأوضح المصدر أن "فقيه" أوكل مهام وزارة العمل كافة لنائبه هناك، مكتفيا بالإشراف العام على أعمالها، وتفرغ "شبه كليا" لإدارة دفة وزارة الصحة، خاصة فيما يتعلق بمواجهة "كورونا"، وأوكل مهام أساسية ومساندة لإدارة إجراءاته الصحية لقياديين ومستشارين من وزارة العمل. وكشف المصدر عن اجتماع مطول عقده فقيه صباح أمس، استمر حتى الرابعة عصرا، حضرته قيادات وزارة الصحة كافة، وصفه بأنه اجتماع "عاصف"، متوقعا أن يفضي إلى قرارات وإجراءات حاسمة، إذ تم خلاله تشكيل "غرفة عمليات" بمسمى "إدارة أزمة" تبقى على تواصل مستمر مع الوزير لحظة بلحظة. وفي جدة وقف وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه ميدانيا ظهر أمس، على مجمع الملك عبدالله الطبي الجديد شمال جدة، وقال ل"الوطن" على هامش الجولة، إن "الرياض ستشهد الثلاثاء المقبل وصول نحو 20 خبيرا طبيا عالميا من خارج المملكة، وسيجتمعون مع الخبراء والأطباء من داخل المملكة، لمناقشة وتقييم الوضع الراهن، مؤكدا أن الوزارة ستعلن في حينه ما يتم التوصل إليه من نتائج وإجراءات. وأضاف أن الوزارة استعرضت مجموعة من خيارات توحيد مقر عزل المصابين بالفيروس، سواء في مستشفى الملك سعود بجدة، أو في غيره من المستشفيات، وأن الأسبوع المقبل سيشهد إصدار قرار في هذا الجانب. وفي إطار خطة احتواء حالات الإصابة بالفيروس، أصدر الوزير أمس، قرارا بتعيين الدكتور طارق أحمد مدني، مستشارا طبيا مستقلا للوزارة. وأوضح بيان للوزارة أمس، أن الدكتور مدني سيقدم الاستشارات المتخصصة لوزارة الصحة، معتمدا على خبراته الطويلة في مجال الأمراض المعدية، فقد عمل أستاذا للطب الباطني في قسم الباطنة بكلية الطب، بجامعة الملك عبدالعزيز، ويمتلك خبرة تزيد على 20 عاما في التعامل مع الأمراض المعدية. في الوقت نفسه أعلنت وزارة الصحة أمس، تسجيل 13 إصابة جديدة: خمس في مدينة الرياض، واثنتان في محافظة جدة، وأربع في العاصمة المقدسة، وحالة في المدينةالمنورة، وأخرى مبلغ عنها من قبل ممثل الصحة العالمية، لمواطن منوّم بالأردن. وبذلك يرتفع إجمالي الإصابات في المملكة إلى 287، توفي منهم 85.