تنفس المثقفون الصعداء حينما بدأت كتب الراحل الدكتور غازي القصيبي بكل ضجيجها وصخبها تدلف إلى الرياض، حيث بادرت مكتبة نادي الكتاب المشهورة "بالتراثية" بجلب كميات كبيرة من الكتب التي كانت ممنوعة لمدة ثلاثين عاماً وأصبحت تتصدر كبرى المكتبات في الرياض. وأكد مصدر بوزارة الثقافة والإعلام (طلب عدم الإفصاح عن اسمه) أن من أهم الكتب المفسوحة كتاب "حتى لا تكون فتنة" الذي يحكي خلاف القصيبي مع بعض قيادات التيار الديني وأبرزهم كان ناصر العمر، وسلمان العودة، وعائض القرني، وتبرأ فيه من اتهاماتهم له بكونه علمانياً، وقدم نصائح ونقداً للخطاب الصحوي. وديوان "معركة بلا راية" الذي حرك التيار الديني المحافظ فرفع شكوى إلى الملك فيصل لمنع تداول الديوان، وهو الأمر الذي استدعى تشكيل لجنة وزارية لدراسة الديوان ومحاكمته، وانتهت اللجنة المشكلة من وزير العدل ووزير الأوقاف ووزير المعارف إلى خلو الديوان من أي شيء يستدعي المنع. ويسجل القصيبي هنا موقفا شجاعا للملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث يقول: "سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفاً نبيلاً، وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة". ونفدت مساء أول من أمس نسخ الكتاب الأخير "الوزير المرافق" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، والذي يروي فيه القصيبي قصصاً ومواقف لشخصيات عالمية قام بمرافقتها. وقال أحد العاملين بمكتبة "التراثية" أن المكتبة جلبت نسخاً من كتب القصيبي التي كانت ممنوعة بمجرد قرار الفسح عبر الشحن الجوي، مشيراً إلى أن بعض العناوين نفدت مبكراً.