قصة مؤلمة بكل تفاصيلها، هل لهذه الدرجة استطاع محرضو الانضمام إلى تنظيم "القاعدة" أن يخترقوا الفكر النسوي، لدرجة تدفع بسيدتين سعوديتين لخطف أطفال، ومحاولة التسلل بهم إلى اليمن للانضمام إلى "قاعدة اليمن"؟ تفاصيل كشف عنها أحد المغردين، وكنى نفسه ب"أبي صالح"، وهو عم أحد الأطفال التي جرأت كل من مي الطلق وأمينة الراشد على اختطافهم. يروي أبو صالح في عدد من التغريدات قصة ماحدث وكيف كان شعوره عند سماعه نبأ وجود ابن أخيه من بين الأطفال المخطوفين مع المدعوتين اللتين ألقي القبض عليهما قبيل نجاحهما في الفرار إلى الأراضي اليمنية. يقول أبو صالح "صدمت عندما رن جرس هاتفي ليحدثني شقيقي الأكبر بأن الجهات المختصة ضبطت مي الطلق وأمينة الراشد ومعهم أطفال على حدود اليمن للانضمام للقاعدة هناك وصدمت أكثر عندما علمت أن من بين الأطفال الذين عثر عليهم مع مي الطلق ابن أخي. وأضاف "لم أصدق ولم أتخيل الأمر فاتصلت على الوالد وأكد لي الخبر"، وتساءل "كيف تذهب نساء من دون محرم إلى دولة أخرى وكيف يخطفن الأطفال معهن في حين يحرم الحج إلى بيت الله بدون محرم فكيف بتلك النساء أن يركبن مع أجنبي. أي دين وعقيدة تحلل ما فعلتاه وماذا ستفعلان في اليمن هل سيسقطن الطائرات الأميركية بدون طيار أم هل سيحررن اليمن من الأميركان ويصلحن أوضاع اليمن ويشرفن على القاعدة، أي شرع وأي دين يجيز لهما أن تذهبا بدون علم أهاليهما ويخطفن أطفالا معهما". كما سرد أبو صالح تفاصيل رحلتهم إلى جازان لاستلام أطفالهم المخطوفين وقال "كنا أكثر من 20 شخصاً من عائلات الأطفال وعائلات مي وأمينة أقلعنا من مطار القصيم بطائرة خاصة بأمر من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف". وتابع "اتضح أن في الطائرة عدد من أعيان بريدة و دكتور بجامعة القصيم ومندوبون من حقوق الإنسان و الشيخ الداعية الشايع، وكانت آثار الصدمة والاندهاش واضحة على الجميع". وعند هبوط الطائرة الخاصة بجازان بنصف ساعة انتقلنا إلى مبنى ووجدنا فيه مي الطلق وأمينة الراشد والأطفال ومنهم ابن أخيي، ويشير إلى حالة عدم التصديق وقتها لما جرى. وأضاف قائلا "لم أصدق ما شاهدت وأنا أشاهد نساء يذهبن للجهاد ويختطفن أطفالا صغارا ليجاهدن بهم ونساء لا محرم معهن أي فكر وأي جهل هذا". وكشف أبو صالح أنه كان يتضامن معهن سابقا، ولكن اليوم وبعد أن شاهد الأطفال المختطفين ذكر أنه يتمنى ألا يخرجن من السجن. وقال أيضاً عند مقابلة مي الطلق وأمينة الراشد لم يسمع من والد أمينة الراشد إلا البكاء ويحمد الله على أنه تم القبض عليها. وقال ذكرت مي الطلق بأنها لا تعرف متى يطلق زوجها المقبوض عليه بخلية إرهابية, في حين رد عليها الشيخ الشايع قائلاً أنت تزوجتي من زوجك وهو بالسجن وتعلمين عن ذلك". وصاح أحد كبار السن على مي الطلق وقال: "اعتديتي بالقول والفعل على وزير الداخلية بكتاباتك ومع ذلك يأمر لنا بطائرة خاصة تنقلنا لكم للاطمئنان". وتابع "مي الطلق قالت: خرجنا لليمن بعد أن قالوا لنا إن الامور جيدة ولم نتوقع صعوبة الأمر". ومن جانبه تدخل الدكتور الرويشد من هيئة حقوق الإنسان وقال لهن "أمركن غريب لو دخل عليكن ضابط من دون سجانة لأقمتن الدنيا ووصفتن ذلك بالاعتداء عليكن، أما خروجكن مع أجانب وبالليل وفي الخلاء فالأمر عادي جداً بالنسبة لكم". في تلك اللحظة تعهدت مي الطلق أمام الجميع بالالتزام بما يقول والدها وألا تخرج عن شوره وأن يكون هو وكيلها من اليوم. كما طالب والد الطفل باسل المحيميد برفع دعوى ضد مي وأمينة لخطفهما ابنه.