عاشت الجماهير الرياضية بالمدينةالمنورة أوقاتا مؤلمة أعقبت هبوط قطبي كرتها أحد والأنصار إلى دوري أندية الدرجة الثانية بعد تاريخ حافل في كرة القدم، تمتع الناديان خلاله بسمعة جيدة وجماهيرية كبيرة وقدما عددا من أفضل اللاعبين للمنتخبات الوطنية.ويتذكر كثيرون نجوم المدينةالمنورة أمثال عبدالله فودة (العمدة)، وبالخير سويلك يرحمه الله، وسمير عبدالشكور وعبدالحليم عمر، ثم بندر الجارالله وحمزة إدريس ورضا تكر وموسى مرزوق وحمزة صالح ومالك معاذ، ومن بعدهم أحمد الفريدي ومحسن العيسى وتركي الخضير وعدي عمر وريان بلال ومحمد نامي وياسر إلياس. أحد.. والتغييرات تعاقد أحد مع 5 مدربين خلال الموسم، آخرهم الوطني عبدالرحمن الحربي الذي أعقب التونسي الهادي الوالي والمصريين ياسر عزت وعبود الخضري وعبدالله درويش، وهو ما لم يحدث في أي ناد سعودي آخر. وأكد رئيس نادي أحد سعود الحربي أن عدم التخطيط الجيد والمسبق، أسهم في هبوط الفريق، وقال "للأسف خذلنا بعض اللاعبين ولم يقدموا ما كان متوقعا منهم". وأضاف "تغيير المدربين كان بقرار جماعي، وللأسف، المدربون الذين تم التعاقد معهم لم يوفقوا مع الفريق، وواجهتنا ظروف مادية صعبة، كانت أقوى من بقائنا في دوري ركاء، لكننا سنعمل للعودة، وسيكون بتخطيط مختلف وفق منهجية جديدة، بما يضمن عودتنا السريعة". من جانبه، حمل إداري الفريق السابق خالد حبش، رئيس النادي المسؤولية وكامل التبعات التي أدت إلى استمرار الأخطاء وهبوط الفريق، وتكرار هذا المشهد المرير والمؤلم خلال الثلاثة مواسم الماضية لوجود خلل واضح في إعداد الفريق قبل بداية الموسم الرياضي، واصفا أسلوب وطريقة العمل الإداري بغير المنهجية لقلة خبرة أغلب أعضاء الإدارة والأجهزة الإدارية. من جهته، أوضح قائد الفريق السابق، الدولي سمير عبدالشكور أن الهبوط كان متوقعا لغياب التخطيط والإعداد الجيد، ولعدم الاستعانة بأصحاب الخبرة، ولتغيير المدربين المتكرر دون رؤية فنية ثاقبة، وقال "أوكلت الأمور إلى غير أهلها، وأشرف على الفريق من ليس لديهم خلفية رياضية، فأين هم اللاعبون القدامى عن النادي، ولماذا لم تتم الاستعانة بهم؟". وطالب عبدالشكور بمنح المدرب الوطني فرصة بدلا من الاستعانة بمدربين لم يستفد النادي منهم، متسائلا "إلى متى يتم الاعتماد على لاعبين من خارج المنطقة رغم وجود خامات ومواهب رياضية جيدة فيها.. على الإدارة التركيز على القاعدة والفئات السنية والاعتماد عليها، وأن تدرك أن أبناء النادي هم أكثر حرصا على الفريق من غيرهم". الأنصار.. والمسؤولية تبادلت إدارتا الأنصار السابقة والحالية الاتهامات، وتولى الجدل رئيس النادي الحالي أحمد خواجة، بمواجهة الرئيس السابق عادل حمدان الغامدي، ونائب رئيس الأنصار ثابت جنيد في عهد الإدارة السابقة والحالية، حيث حمل كل طرف الآخر مسؤولية الهبوط، مع التطرق لوجود تحريض ومؤامرات بين اللاعبين وتصفية حسابات شملت الجهاز الفني ممثلا في المدرب السابق أيوب غلام. وتعاقب على تدريب الفريق ثلاثة مدريبن آخرهم المصري محمد صلاح بعد إقصاء غلام الذي خلف المدرب التشيكي أوتوكارا. وقال رئيس النادي الأسبق محمد بهاء نيازي "المال سبب رئيس في هبوط أندية المدينةالمنورة، وهذا الموسم يعد تاريخيا بهبوط الأنصار وأحد". وتابع "يحتاج الأنصار إلى أكثر من 9 ملايين ريال، وهناك 9 ألعاب في النادي، ومداخيله لا تتجاوز 3 ملايين ريال، وسأعمل مع الإدارة الحالية ونقف معا حتى يعود الفريق". من جهته، أكد خواجة أن سقوط الأنصار كان بمثابة الصدمة، وقال "للأسف وجدت النادي مثقلا بالديون التي وصلت إلى مليوني ريال، ومع ذلك سنفاوض بعض اللاعبين للاستمرار مع الفريق ومحاولة إعادته". بدوره، طالب النجم السابق عبدالله سمران الحربي بتشكيل لجان إنقاذ لأندية رياضة المدينةالمنورة تتكون من الرياضيين القدامى وخصوصا اللاعبين أصحاب الخبرة. كما طالب الدولي السابق حمزة صالح إدارتي أحد والأنصار باستقطاب خبير محلي أو أجنبي لوضع منهجية صحيحة تعيدهما إلى وضعهما الطبيعي، مرجعا أسباب الهبوط لعدم وجود تخطيط ومنهجية، وللعمل القائم بلا معايير دقيقة، ولعدم الاستعانة بأصحاب الخبرات من الرياضيين القدامى، مشدداً على أنه شخصياً لا يرغب بالعمل في الناديين بسبب الأجواء غير الصحية، وقال "لا أفكر إطلاقا في العودة والرجوع مجددا على الأقل في الفترة الحالية". المال .. والإخفاق يتفق أغلب الرياضيين على أن الناديين يحتاجان دعما ماليا كبيرا، وأنه لابد من تعزيز المجلس الشرفي في أحد باستقطاب أسماء كبيرة ذات قدرة مالية من أبناء المنطقة للعمل بجانب أعضاء الشرف الذين لعبوا دورا كبيرا في حل كثير من العوائق المالية التي واجهت النادي. كما طالبوا إدارة الأنصار بتأسيس مجلس شرفي بالتنسيق مع كبار رجالات النادي ومن بينهم الرئيس السابق محمد بهاء نيازي لتوفير الدعم.