استمرت أمس المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في مدينة حمص، وبينما قال مصدر أمني سوري إن قوات النظام تتقدم في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص، وتضيق الخناق على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليها، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "هذا التقدم لا يغير أي شيء في موازين القوى"، إذ إن القوات النظامية "لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها". وقال عبدالرحمن "إن المعارك هي على شكل حرب شوارع"، مشيرا إلى وجود "مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في إطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية". وأفاد المرصد أن الأحياء المحاصرة تعرضت أول من أمس لقصف جوي بالطيران المروحي، مع تواصل الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي كتائب المعارضة من جهة أخرى. وفي السياق نفسه، لقي 3 فلسطينيين مصرعهم أمس بانفجار سيارة مفخخة قرب مخيم العائدين للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص. وأكد بيان لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في لبنان أمس، أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من مسجد بلال الحبشي في حي عكرمة المجاور لمخيم العائدين في حمص مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأفاد البيان أن قوات بشار الأسد لا تزال تفرض الحصار المشدد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبدمشق لليوم "280" على التوالي، حيث تمنع حواجز قوات الأسد والميليشيات الموالية له دخول المواد الطبية والغذائية إلى المخيم. وأعربت الولاياتالمتحدة أول من أمس عن قلقها حيال الوضع "المأساوي والميؤوس منه" في حمص وحضت نظام الأسد على وقف الهجمات ضد حمص القديمة وفتح ممر إنساني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "إن عمليات القصف التي يقوم بها النظام وتطويق المدينة تشكل مثالا سافلا لاستراتيجيته في أرض المعركة القائمة على التجويع من أجل السيطرة". وأضافت "ندعو جميع الذين لهم نفوذ على نظام الأسد للانتباه إلى هدفه غير الإنساني وحمله على وضع حد لهذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها ضد المدنيين". وفي ريف حماة انفجرت أمس سيارة مفخخة في مدينة السلمية، مما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وجرح 9 آخرين، بحسب الإعلام الرسمي، فيما تحدث المرصد السوري عن مقتل 6 عناصر من الدفاع المدني في تفجير انتحاري بالقرب من أحد حواجز البلدة. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن شن طيران النظام "15 غارة منذ صباح أمس على بلدة المليحة ومحيطها"، تزامنا مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني، على أطراف البلدة وفي محيطها. وأفادت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بريد إلكتروني أن البلدة تتعرض لقصف مدفعي "همجي"، وتشهد "اشتباكات عنيفة على جميع المحاور". وفي حلب، أفاد المرصد عن مقتل 10 أشخاص على الأقل في قصف جوي، استهدف حيي طريق الباب وباب قنسرين (شرق)، الواقعين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.