قُتل 13 مقاتلاً معارضاً لنظام الرئيس بشار الأسد في انفجار عربة مفخخة في وسط سورية، في وقت شن الطيران الحربي غارات على أحياء في حلب شمالاً وعلى مناطق كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها في شمال غربي البلاد. وقُتل شخصان على الأقل بسقوط قذيفة قرب قيادة الجيش النظامي في دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل «ما لا يقل عن 13 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة، بينهم اثنان من قادة الكتائب، اثر انفجار عربة في أحياء حمص المحاصرة في سوق الجاج (الدجاج)»، والواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وأوضح أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المفقودين وأشلاء لشهداء في منطقة الانفجار». وقال «مكتب حمص الإعلامي» المعارض ان «عشرين من أبطال حمص المحاصرة قتلوا مع (حصول) عدد من الإصابات نتيجة سقوط صاروخ غراد على مستودع الذخيرة الاحتياطي الذي تم تجهيزه للقيام بعملية عسكرية ضد قوات الجيش والشبيحة من أجل فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام وعشرة أشهر». من جهتها، ذكرت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أن «سيارة انفجرت أثناء تفخيخها من قبل إرهابيين في سوق الجاج في مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل أعداد منهم وإصابة آخرين». وتقع السوق على أطراف الأحياء القديمة وسط حمص التي يسيطر عليها المقاتلون. وتفرض القوات النظامية منذ نحو عامين، حصاراً خانقاً على هذه الأحياء التي تعاني من نقص فادح في المواد الطبية والغذائية. وخلال شباط (فبراير) الماضي، أشرفت الأممالمتحدة على إدخال مساعدات غذائية وخروج نحو 1400 مدني من هذه الأحياء. إلا أن نحو 1500 شخص ما زالوا موجودين فيها. في دمشق، أفادت الوكالة الرسمية أن شخصين قُتلا وأصيب ثمانية آخرون جراء اعتداءات بقذائف هاون أطلقت على دار الأوبرا قرب مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية وهيئة أركان الجيش النظامي في ساحة الأمويين ومنطقة العباسيين في دمشق. وأوضحت أن إحدى هذه القذائف سقطت على دار الأوبرا «ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة خمسة آخرين» وإلحاق أضرار مادية. وألقى الأسد من على مسرح دار الأوبرا، خطاباً في السادس من كانون الثاني (يناير) 2013 أكد فيها التمسك ب «محاربة الإرهاب». وهتف موالوه في القاعة: «شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد». كما أشارت الوكالة إلى أن قذيفتين أخريين استهدفتا «منطقة الغساني في العباسيين (شرق)، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين وإلحاق أضرار مادية بتسع سيارات واحد المنازل في المنطقة». ومنذ أربعة أيام، عاودت مجموعات المعارضة المسلحة قصف أحياء العاصمة بالهاون. وسقطت أمس قذائف على مناطق عدة منها الفحامة (جنوب) حيث العديد من المراكز الأمنية، بينما سقطت قذيفة على مقربة من السفارة الروسية في حي المزرعة. ويأتي تزايد سقوط القذائف مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام منذ أشهر. وفي ريف دمشق، أفاد «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدن دوما والزبداني وداريا ومنطقة أرض الضهر ومحيط حاجز الفاخوخ في وادي بردى، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في الفوج 137 ومحيطه ومحيط مخيم خان الشيح، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في ريف دمشق الغربي. وزاد أن «طفلاً من مدينة معضمية الشام أصيب برصاص قناص من القوات النظامية في المدينة». وأشار إلى سقوط خمسة قتلى بينهم ثلاث طفلات من مدينة دوما «جراء قصف القوات النظامية على المدينة»، بحسب «المرصد». وبين دمشق وحدود الأردن، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في الحي، في وقت ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدة داعل ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة الطيبة، بحسب «المرصد». وفي شمال غربي البلاد، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في ناحية ربيعة في ريف اللاذقية. كما قصفت القوات النظامية محيط جبل النسر ومنطقة نبع المر ومنطقة وادي حزيرين وبلدات سلمى والكوم وغمام، ذلك في وقت تشهد المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة كراً وفراً بين الطرفين، منذ سيطرة المعارضة على مناطق استراتيجية في المنطقة. وفي حلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة دوار حي الشعار ومناطق في حي مساكن هنانو ما أدى إلى مقتل طفلة ورجل في حي الشعار وأنباء عن قتلى آخرين وسقوط جرحى. كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في بلدتي عندان وحريتان ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، في وقت قتلت طفلة برصاص قناص من القوات النظامية في حي الشيخ مقصود، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في محيط قرية كرى سور في الريف الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني) إثر هجوم الأخير على القرية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام». وتابع «المرصد» أن الطيران قصف بالبراميل مناطق في قرية الصالحية وبلدة بابولين في ريف إدلب الجنوبي بعد يومين من سيطرة مقاتلي المعارضة على موقع استراتيجي كانوا خسروه قبل سنة، ويشرف على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب. وترافق القصف مع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى على الجهة الشمالية من قرية الصالحية ومحيط حواجز القوات النظامية على الطريق الدولية قرب بلدة حيش في محاولة من القوات النظامية استعادة السيطرة على قرية الصالحية، وسط استقدام الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة».