وجه عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان انتقادات لاذعة لمجلس الشورى ورئيسه على خلفية تصويته على قرار الرياضة البدنية في مدارس البنات، واصفاً القرار بأنه "أمر سيئ" و"كبيرة من الكبائر"، مضيفاً "أرجو الله جل وعلا ألا يحقق هذا الأمر وأن يهدي رجال الشورى"، مشيرا إلى أن القرار من الأمور التي فيها من قلة الحياء. وجاء هجوم الشيخ اللحيدان على مجلس الشورى على خلفية تصويت مجلس الشورى على قرار دراسة إدخال الرياضة في مدارس البنات وفق الضوابط الشرعية. وفي سياق إجابته على أسئلة الحاضرين لدرسه الأسبوعي في مسجد الفاروق بحي الفلاح في الرياض أمس بخصوص تصويت مجلس الشورى على قرار يتعلق برياضة البنات في المدارس والسماح والنوادي الرياضيه وأخذه رأي بالأغلبية، عقب قائلا "لم أطلع حقيقة على هذا الشيء، وإن صح فهو لا يجوز وكبيرة من الكبائر وأفضل ما يكون للمرأة ألا تخرج من بيتها، وبلادنا لا تزال مقصودة بأن تسلب الصبغة السليمة الكريمة لتصبغ بالصبغة السيئة المظلمة النجسة الغربية". وأكد اللحيدان أن الرياضة ليست من الطاعة، وعندما سئل المشايخ عن رياضة النساء، قالوا إنها إذا مارستها داخل البيت فلا بأس، والشيخ ابن باز عندما سُئل عن رياضة البنات قال "هذا أكره شيء ولا ينبغي"، مضيفاً الشورى ليس معني بأن تدرس البنت الرياضة أو كيف تلبس ملابس الرياضة، ولو تُرك هذا لمفتي البلاد يُسأل فيه واللجنة الدائمة للفتوى وكلهم يرجى أن يكون فيهم من الخير حتى لا يتصدى مثل هؤلاء لهذا الأمر الحرج الذي يؤذي كل بيت". وتساءل الشيخ الحيدان "لماذا لم يسألوا المفتى، هذهي أمور ليست سهلة ليفتي فيها أعضاء مجلس الشورى وهم معروفون، ومنهم طلبة العلم أقل من الآخرين وفيهم خير، ومنهم أناس لا يعرفون العلم إلا أنهم يحسنون القراءة ومعهم شهادات". ومضى في تساؤلاته "هل المرأة المسلمة مثل الكافرة، وهل المسلمة الصيّنة كالمسلمة المستهترة، ثم هل يرضى الإنسان أن تكون امرأته أو ابنته أو أخته حوامة دوامة في كل نادي رياضة؟ مما لا شك فيه أن هذا من المنكرات". واستطرد بالقول "الناس محتاجون لجلب عواطفهم ومشاعرهم ولمهم على ولاة الأمر والدعاء لهم بالتوفيق، لا أن يجعلوا الناس الطيبين يعتقدون إن هذا الشيء نتج بتوجيهات سياسية كان يجب على المجلس تجنب هذه الأمور والحرص على أمور أخرى كالصناعة والزراعة وما يرفع قدر البلد ويأتي لها بالخير، أما دراسة البنات فهذا أمر لا يعنيه". وشدد اللحيدان على أنه وصلته شكاوى عديدة للناس قبل هذا الليوم ويتألمون مما حدث وبعضهم قال إنه سيخرج بناته من المدارس، وكنت أقول لهم لا تظنون أن الحكومة ستقر أمرًا يضر البلاد ويؤذي مشاعر أهل الخير والتقى". كما أكد أن الأصل في رجل الشورى أن يكون على قدر من التقى وبعد النظر وأصالة الإرادة والتفكير في مستقبل البلاد وأن يكون سببًا في جمع كلمتها ولم شملها ، لا أن يجعل الناس الذين فيهم خير وغيرة على الأخلاق والقيم والعقيدة يتضايقون من بعض التصرفات.