وصف سماحة العلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء، تصويت مجلس الشورى على إدخال الرياضة البدنية في مدارس البنات بأنه "أمر سيئ"، مستبعدًا أن تقره الحكومة. وقال في ردوده على أسئلة الحاضرين لدرسه الأسبوعي في مسجد الفاروق بحي الفلاح في الرياض أمس إن بلادنا لا تزال مقصودة بأن تسلب الصبغة السليمة الكريمة لتصبغ بالصبغة السيئة المظلمة النجسة الغربية، وما بين فترة وأخرى تطفو أمور مثل قيادة المرأة للسيارة وغيرها، ثم إدخال التربية الرياضية لمدارس البنات". وأضاف: "أفضل ما يكون للمرأة ألا تخرج من بيتها إلا لأمر ضروري أما هذه الطريقة فيما أشير إليه أن مجلس الشورى درس هذا الشيء أنا لم أطلع على هذا حقيقة لكن ليس بالبعيد ويؤسفنا أن يكون هذا المجلس برئاسة ابن الشيخ محمد بن إبراهيم ثم يصدر هذا الشيء". وأكد العلامة اللحيدان أن أمر الرياضة ليست من الطاعة، ولما سئل المشايخ عن رياضة النساء، قالوا إنها إذا مارستها داخل البيت فلا بأس، مشيراً إلى أن الشيخ ابن باز لما سُئل عن رياضة البنات قال: "هذا أكره شيء ولا ينبغي". وتساءل عضو هيئة كبار العلماء: "لا أدري لماذا لم يسألوا المفتى، وهذه أمور ليست سهلة ليفتي فيها أعضاء مجلس الشورى وهم معروفون منهم طلبة العلم، ومنهم طلبة العلم أقل من الآخرين وفيهم خير، ومنهم أناس لا يعرفون العلم إلا أنهم يحسنون القراءة ومعهم شهادات.. ما كان لهم أن يدخلوا في المسألة ويتحدثون في ما يتعلق بتعليم المرأة". وواصل الشيخ اللحيدان تساؤله: "لابد في هذا الأمر من جمعيات وسفر للخارج للمنتديات وغيره.. هل المرأة المسلمة مثل الكافرة، وهل المسلمة الصيّنة كالمسلمة المستهترة، ثم هل يرضى الإنسان أن تكون امرأته أو ابنته أو أخته حوامة دوامة في كل نادي رياضة؟؟ مما لا شك فيه أن هذا من المنكرات". وقال: "ليس معنيًا بمجلس الشورى أن تدرس البنت رياضة أو كيف تلبس ملابس الرياضة، ولو تُرك هذا لمفتي البلاد يُسأل فيه واللجنة الدائمة للفتوى وكلهم يرجى أن يكون فيهم من الخير حتى لا يتصدى مثل هؤلاء لهذا الأمر الحرج الذي يؤذي كل بيت". واستطرد: "الناس محتاجون لجلب عواطفهم ومشاعرهم ولمهم على ولاة الأمر والدعاء لهم بالتوفيق، لا أن يجعلوا الناس الطيبين يقولون إن هذا الشيء إنما نتج بتوجيهات سامية.. يجب أن يتجنب المجلس هذه الأمور ويحرص على أمور أخرى كالصناعة والزراعة وما يرفع قدر البلد ويأتي لها بالخير، أما دراسة البنات فهذا أمر لا يعنيه". وأشار العلامة اللحيدان إلى أنه وصلته شكاوى عديدة للناس يتألمون مما حدث وبعضهم قال إنه سيخرج بناته من المدارس، فكان رده: "لا تظنون أن الحكومة ستقر أمرًا يضر البلاد ويؤذي مشاعر أهل الخير والتقى". وأكد أن الأصل في رجل الشورى أن يكون على قدر من التقى وبعد النظر وأصالة الإرادة والتفكير في مستقبل البلاد وأن يكون سببًا في جمع كلمتها ولم شملها وشعثها، لا أن يجعل الناس الذين فيهم خير وغيرة على الأخلاق والقيم والعقيدة يتضايقون من بعض التصرفات. ووصف ما حدث بأنه من الأمور التي فيها من قلة الحياء، مشيراً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت"- رواه البخاري. ودعا الله أن تستمر المملكة قدوة للعالم الإسلامي في كثير من الأمور من الصلاح والتقى وتعظيم الشريعة والعناية بالعقيدة وصيانة الأخلاق، وأن يسمعنا وولاة أمرنا كل ما فيه عز لبلادنا، وقال: "أرجو الله جل وعلا ألا يحقق هذا الأمر وأن يهدي رجال الشورى". واختتم بدعاء قال فيه: "أسأل الله جل وعلا أن يحقق لبلادنا أسباب الخير ويصرف عنها أسباب الشر وأن يجير بلادنا هذه من الفتن التي يسميها الغرب بالربيع إنما هي فتن ويقر عيون ولاة أمورنا بثبات الناس على الحق، كما أسأله بأسمائه وصفاته أن ينصر الحق وأهله ويذل الباطل وأهله وأن يخزي أعداء الإسلام وأن يجيرها من المفسدين في الأرض الذين أخبر عنهم النبي صلي الله وعليه وسلم في آخر الزمان، وأن يحقق ذلك لجيراننا في اليمن والبحرين وأهل الخليج، وينقذ العراق مما هي فيه من شر الشيعي الرافضي، وأن يعاجل سوريا بالخلاص من مصائب ونكبات وتدمير تحت سمع الدنيا، ولأهل مصر أن يوفقهم على أصلحهم وأتقاهم وأقدرهم على صيانة العقيدة والأخلاق". "تواصل"