عائقان دوليان طالما وقفا أمام تمرير قرارات من شأنها وقف حمام الدم السوري، يتمثلان في الفيتو "الروسي – الصيني"، الطرفان الأكثر وقوفاً على الصعيد السياسي إلى جانب نظام دمشق منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل 3 أعوام. وعلى هذا الأساس، ينوي أطراف من مناهضي نظام الأسد، زيارة العاصمة الصينيةبكين خلال أيام، لإحداث اختراق في الموقف الصيني، حسب ما أكده سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس، منذر ماخوس، خلال اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن" أمس. بكين التي وصفها ماخوس ب"العقبة"، حتى وإن قلل من أهمية موقفها أمام الموقف الروسي، الداعم لنظام الأسد، قال عنها إنها طالما وقفت أمام أي محاولة للضغط على نظام دمشق في الأممالمتحدة ومجلس الأمن، ومن هذا المنطلق يسعى من خلال الزيارة المزمع أن يقوم بها رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى الصين، لإحداث "خلخلة" وإن كانت جزئية في الموقف الصيني إزاء ملف الأزمة السورية. ولم يُخف سفير الائتلاف الوطني في العاصمة باريس، صعوبة الموقف الروسي المساند لموقف وتعامل نظام الأسد مع الثورة السورية، وقال في هذا الصدد "الأمل في الحقيقة ضعيف في إحداث أي اختراق في الموقف الروسي، ومن هذه الزاوية نسعى لكسب الموقف الصيني على أقل تقدير، وإن لم نحدث أي اختراق في هذا الجانب، على الأقل سعينا في إيصال وجهة نظرنا وموقفنا من أزمتنا التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من السوريين". واعتبر ماخوس الموقف الروسي من الأزمة السورية موقفاً في الموقع "الخطأ من التاريخ"، وأن الأمل ضعيف للغاية من إحداث اختراق في المواقف الروسية، التي قال إنها لم تنقطع في تواصلها مع أطراف المعارضة، لإيجاد حل بين النظام ومعارضيه، حتى وإن كانت موسكو متأكدةً أن الأمل بسيط جداً في هذا الصدد. وأضاف "لا خيار لموسكو، طال الأمر أم قصر، إلا أن الاعتراف بالواقع المبني على أن الأزمة في سورية هي ثورة شعبٍ ضد نظام حكم جائر. الحرب في سورية ليست أزمة حدود، أو حرب على مناصب سياسية. هذه القناعة يجب أن يأخذها الروس بعين الاعتبار". وتأتي زيارة بكين المُجدولة منذ وقت بعيد، بعد زياراتٍ عدة قامت بها أطراف المعارضة إلى العاصمة الروسية موسكو، التي قال سفير الائتلاف في فرنسا إنها "لم تنقطع في تواصلها معنا. على الدوام نحن على تواصل مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونوابه، إلا أن موقف بلادهم لا يزال على ثبات منذ الشرارة الأولى للأزمة السورية". وفي دمشق، التي قال رئيسها البارحة الأولى، إن المحافظات الجنوبية كانت "خط دفاعٍ أول" في مواجهة العدو الإسرائيلي، في خطوة للرد على إيحاءات أميركية خرجت الأسبوع الماضي حول فتح الجبهة الجنوبية من سورية لتنفيذ عمليات عسكرية ضد نظام دمشق، أعلن وزير إعلامها، أن أبواب الترشح للانتخابات الرئاسية، ستفتح خلال عشرة الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، في إشارة إلى عزم بشار الأسد جدياً خوض الانتخابات المقبلة، التي قال عنها الوزير إنها كانت بناء على مطالبات "الأغلبية الساحقة" من السوريين، الراغبة بقيادة الأسد للبلاد، دون اكتراث لكون قرابة نصف الشعب السوري، إما مهاجر لبلد مجاور، أو مفقود، أو لاجئ، أو قتيل.