بدأ في مدينة بنغازي في شرق ليبيا أمس عصيان مدني جزئي استجابة لمنظمات في المجتمع المدني دعت مساء أول من أمس إلى عصيان مدني مفتوح احتجاجا على الوضع الأمني في البلاد وللمطالبة بتقصير ولاية المؤتمر الوطني العام. وأغلقت عدة مؤسسات عامة ومدارس وجامعات، فيما توقفت حركة الملاحة في مطار بينيا بنغازي، لكن بعض المحال التجارية والمؤسسات والمدارس شهدت نشاطا عاديا. وكانت هذه المنظمات التي يعد بعضها فاعلا على الساحة السياسية في مدينة بنغازي طالبت في مؤتمر صحفي عقدته مساء السبت في ثكنة القوات الخاصة والصاعقة "بموافقة أعضاء المؤتمر الوطني العام على جميع مقترحات لجنة فبراير المعنية بإجراء إعلان دستوري يقصر عمر المؤتمر". ولجنة فبراير 2014 التي أعلن تشكيلها المؤتمر الوطني العام وهو أعلى سلطة تشريعية للبلاد في 11 فبراير الماضي، معنية بإجراء تعديل للإعلان الدستوري الموقت للبلد. وكان المؤتمر الوطني العام قرر في منتصف فبراير الماضي تسليم سلطاته إلى مجلس نواب سينتخب لاحقا ليتسلم مهام السلطة التشريعية حتى كتابة دستور جديد، على أن يسلمها لاحقا إلى البرلمان الدائم الذي سيختاره الشعب وفقا لهذا الدستور. وأعدت لجنة فبراير مسودة قانون انتخاب مجلس النواب، وكان يتعين على المؤتمر تسليم سلطاته في السابع من فبراير 2014. لكن تأخر انتخاب لجنة الستين (لجنة صياغة الدستور الدائم) حال دون الالتزام بالمواعيد الدستورية المقررة. وطالبت المنظمات أيضا "بتعديل قانون الانتخابات بما يتماشى واقتراحات لجنة (فبراير)، مع ضرورة تضمينه نفس آلية التمثيل الانتخابي وتقسيم الدوائر، والتي اعتمدت في قانون انتخاب المؤتمر الوطني العام السابق". ودعت إلى "اقتصار أعمال ومهام الحكومة الموقتة على تصريف الأعمال، والتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات، وتسهيل مهامها لإتمام الانتخابات على وجه السرعة، وتجميد عمل المؤتمر الوطني العام بحيث لا يصدر قرارات تشريعية غير ضرورية خلال المرحلة لحين تسليمه السلطة للجسم البرلماني المقبل". ويأتي ذلك في ظل اتهامات للمؤتمر بالعجز عن إصدار قرارات من شأنها إعادة الاستقرار للبلد الذي يشهد اضطرابات أمنية. إلى ذلك، أكد تنظيم يطلق على نفسه اسم "مجلس شورى شباب الإسلام" في مدينة درنة بشرق ليبيا "عداوته لمن عادى الله ورسوله من اليهود والنصارى"، وذلك في أول بيان رسمي يصدره بعدما أعلن عن نفسه الجمعة الماضي في عرض عسكري كبير في المدينة. وتشهد بنغازي موجة من الاغتيالات تتواصل بشكل شبه يومي مستهدفة عددا كبيرا من العسكريين والأمنيين ممن ينتمون إلى جهازي الشرطة والجيش، إضافة إلى أجانب. وفي الأشهر الأخيرة، ناهز عدد الذين تم اغتيالهم في مدينتي بنغازي ودرنة نحو 400 شخص.