يتجه كثير من المرضى للعلاج بالإبر الصينية، خاصة أن هذا العلاج معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية منذ عام 1979، وهو جزء من الطب الصيني التقليدي الذي نشأ في الصين منذ أكثر من 5 آلاف عام. وأوضح استشاري الطب البديل وأخصائي العلاج بالإبر الصينية الدكتور محمد سعيد ل"الوطن"، أن الطب الصيني يقوم على الاعتقاد بأن الكائنات الحية لديها طاقة حيوية تسمى "تشي"، تتحرك من خلال 12 خطا رئيسا من خطوط الطاقة غير المرئية المعروفة باسم خطوط المسارات وثمانية من المسارات الفرعية، تأخذ مسميات هذه المسارات حسب الأعضاء التي يرتبط بها المسار، فهناك مسار للقلب والكبد والمعدة وغيرها. وعادة في الحالة الطبيعية تتحرك طاقة الجسم "تشي" بتوازن داخل الجسم، ما لم يحدث اختلال التوازن في تدفق "تشي" في جميع أنحاء الجسم والمسارات وعندها في هذا الوقت يبدأ المرض. واكتشف الصينيون القدماء خلال الحروب أنه في حالة الإصابة بجروح على الجلد في أجزاء معينة من الجسم سواء بضربة سيف أو رمية رمح قد تشفي بعض الأمراض الداخلية التي كان يشكو منها المصاب في الحرب. وأضاف الدكتور سعيد أن منظمة الصحة العالمية اعترفت رسمياً بالإبر الصينية كعلاج هادف وفعال بحلول عام 1979، وفي نفس العام تم عقد أول مؤتمر عالمي لهذا النمط العلاجي وكان ذلك في دولة الصين ثم توالت المؤتمرات العالمية لدراسة وتعميم هذا العلاج في شتى أنحاء العالم، وفي عام 1997 تمت إعادة تصنيف الوخز بالإبر من "التجريبية" إلى "التطبيق الطبي" من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية. وأكد أن الوخز بالإبر هو واحد من أفضل الطرق المعروفة في مجال الطب البديل، وقد انتشر حاليا في معظم أنحاء العالم لسهولة استخداماتها وفعاليتها العالية في علاج الأمراض بالإضافة إلى قلة آثارها الجانبية مقارنة بطرق العلاجات الأخرى. وشدد الدكتور سعيد على أنه يتم تحديد مكان وضع الإبرة عن طريق أخصائي الإبر الصينية لعلاج مرض معين في منطقة قريبة من العضو المصاب أو لتحفيز علاج منطقة أخرى في الجسم بعيدة عن منطقة الوخز، ويتم العلاج بالإبر الصينية عن طريق غرس إبرة رفيعة وطويلة من معدن "الستانلس ستيل" في أجزاء معينة من الجسم تسمى نقاط الإبر الصينية توجد على سطح أغلب أجزاء الجسم، وتوجد 361 نقطة فقط على مسارات الطاقة في الجسم وتسمى النقاط المسارية، بينما توجد البقية وهي الأكثر في أماكن بعيدة عن مسارات الطاقة الرئيسة ال12 والمسارات الفرعية. وأضاف استشاري الطب البديل والإبر الصينية أن هناك أمراضاً تعالج بالإبر الصينية وهي: الصداع والصداع النصفي، آلام قبل الطمث، التهاب المفاصل، الأزمة الصدرية، التهاب الجيوب الأنفية، أمراض البرد، التهاب الأذن، التهاب الأعصاب، الأرق والقلق، التعب المزمن، ارتفاع ضغط الدم، اختلال جهاز المناعة، علاج السمنة، جميع أنواع الشلل والشلل النصفي ومضاعفاته، وشلل الأطفال، الانزلاق الغضروفي والتهاب عرق النسا، الروماتيزم بجميع أنواعه، مشاكل الضعف الجنسي، التهاب العصب الخامس، آلام الظهر والرقبة والكعب والكوع ولوقف التدخين والإدمان، الحساسية، تنظيم إفراز اللبن بعد الولادة، أمراض الجهاز البولي والهضمي والمراري، فقدان التوازن، التنميل في أجزاء محددة أو في الأطراف، الرعشة اللاإرادية للأصابع والأطراف، وبعض أمراض النساء والولادة. يذكر أن نسبة نجاح العلاج بالإبر الصينية تختلف حسب حالة المريض وكيفية اختيار الطريقة المناسبة للعلاج من قبل الطبيب المختص. وشدد الدكتور محمد على كل من يمارس هذا التخصص أن يكون قد درس فعلا مبادئ الطب الصيني قبل دراسة علم الإبر الصينية ليتسنى له تشخيص حالة المرض وهل سوف يستجيب المريض للعلاج أم لا، وهناك الكثير من الحالات وفي جميع الأمراض المذكورة أعلاه لا تستجيب للعلاج، إما بسبب عدم إلمام المعالج بطبيعة حالة المريض أو بسبب اختيار خاطئ لنقاط الوخز بالإبر على الجسم مما يؤدي إلى نتائج عكسية أو قد يكون السبب في التكنيك الخاص بوضع الإبر الصينية على الجسم، وكثيرا ما ألاحظ حالات جربت العلاج بالإبر الصينية بدون فائدة وهذا يرجع إلى عدم إلمام الممارس أو الطبيب بمبادئ الطب الصيني وعلم الإبر الصينية نظريا وعمليا، لذلك معظم دول العالم المتقدمة طبيا وأيضا الصين يشترط لممارسة العلاج بالإبر الصينية أن يكون قد درس مبادئ الطب الصيني وعلم الإبر الصينية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وللأسف هناك الكثير من مدعي علم الإبر الصينية يحاول علاج جميع الحالات المرضية بالوخز بالإبر وهذا غير صحيح وقد يؤدي إلى نتائج عكسية كما يفعل بعض مدعي العلم من العلاج بالحجامة لجميع أو أغلب الأمراض، لذلك من المهم جدا أن يكون الممارس أو المختص في العلاج بالإبر الصينية قد كسب خبرة نظرية وعملية في تشخيص الأمراض حسب مبادئ الطب الصيني لكي يقرر مدى إمكانية نجاح العلاج بالوخز من عدمه.