فيما تتعالى أصوات سكان المهرة، والمقطاع بمركز وادي بن هشبل شمال محافظة خميس مشيط خوفا من حدوث كارثة بيئية وصحية لهم، وتعرض مزارعهم ل"الإبادة" النهائية ومياههم للفساد، نتيجة تعرضها لمخلفات مرمى البلدية وتصريف صهاريج الصرف الصحي، وقفت لجنة حكومية مشتركة مكونة من 7 جهات على واقع المرامي نهاية الشهر الماضي، وأقرت بوجود أكوام مهولة من النفايات، وانتشار للحيوانات، وكثبان من بقايا نفايات الدواجن وبعض المياة الآسنة، إضافة إلى أن محطة الصرف الصحي تستقبل الصهاريج وتفرغها في المحطة وتعمل لها معالجة، ومن نواتج المعالجة "الحمأة" التي يتم رميها بجوار المحطة في أحواض ترابية بمساحات كبيرة مكشوفة ومختلطة ببعض المياه. ورأى أعضاء اللجنة في تقريرهم وفقا لمصادر "الوطن"، أنه فيما يخص مرمى النفايات فإنه على البلدية عمل دراسة بيئية من إحدى المكاتب المؤهلة من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للمرمى القائم للحد من الآثار الحالية والمستقبلية وإلزامها بما يرد في الدراسة، إضافة لتسوير المرمى والاستمرار في عمل الردم الصحي بشكل مستمر لوجود أكوام بأعداد وأحجام كبيرة، ومنع الرمي في الوادي لعدم إلحاق الضرر بالسكان ومزارعهم. وحول الأحواض المجاورة لمحطة الصرف الصحي، أكدت اللجنة على أن المديرية العامة للمياه لم تأخذ التصاريح اللازمة لرميها بهذا الشكل الذي يؤثر على المياه الجوفية والسكان المجاورين، مطالبة بإزالة ومسح الوادي لإبعاد المخلفات منه. كما ألزمت اللجنة أصحاب المصانع بمراجعة بلدية المحافظة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لاستكمال الاشتراطات اللازمة. وأضافت المصادر أن بلدية المحافظة، برأت موقفها من الاتهامات التي وجهتها اللجنة لها بأنها تتنصل من مهامها المتعلقة بالرش والنظافة، وتقاعسها عن عمل إجراءات عاجلة تتعلق بدفن المستنقعات وتنظيف الأودية من المخلفات، إذ أكدت البلدية في مخاطبات رسمية على أنه سبق أن قامت بعمل سدود ترابية داخل المرمى لمنع حدوث الأضرار، لافتة إلى أن هناك أصحاب مزارع على ضفتي الوادي المؤدي لقرية المقطاع عمدوا إلى عمل حواجز ترابية لصد مياه الأمطار مما أعاق حركة الوادي. وبينت البلدية في ردها، أن ما يحدث في وادي مهرة والمقطاع هو بفعل فاعل، حيث قام أحد الأشخاص بالاستيلاء على أرض قرب المرمى والحفر قرب المواقع التي يدفن فيها مخلفات الدواجن سابقاً، وأخذ المخلفات ووضعها في حرم الوادي مما تسبب في جريانه أثناء هطول الأمطار ونقل تلك المخلفات إلى القرى المذكورة، مؤكدة على أن البلدية بحسب إمكاناتها قامت بتنظيف بعض الأودية التابعة لمصلحة المياه والصرف الصحي. من جهته، أكد رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور مسفر بن أحمد الوادعي في تصريح إلى "الوطن"، أن البلدية عملت منذ وقت مبكر على تجفيف جميع البحيرات التي كانت داخل المرمى، ومنع جميع الصهاريج من رمي مخلفاتها السائلة، وعدم السماح بالردم سوى المخلفات العضوية المنزلية الصلبة بالطرق الحديثة المعتمدة، كما عملت عدداً من السدود الترابية الاحترازية لمنع تسرب مياه الأمطار خارج حدود المرمى. وأضاف الوادعي، أنه سيتم نقل المرمى قريبا بعد انتهاء مشروع مرمى أبها الحضاري المركزي الجديد الذي تشرف على تنفيذه أمانة المنطقة شمال وادي بن هشبل، الذي يستوعب مخلفات أبها الحضرية "أبها، خميس مشيط، أحد رفيدة".