على غرار مسميات شوارع مشهورة في مدن محلية أو عربية، برز في الطائف "شارع الحب" بمسمى مثير اشتق من النشاط الذي تقوم عليه المحلات التجارية، التي تقع على امتداد الشارع الذي يعرف في خرائط أمانة محافظة الطائف بشارع "أبو العتاهية"، إلا أنه شعبيا عرف بشارع الحب نظرا لكثرة تردد العرسان عليه قبل الزواج لتصميم فساتين الأفراح. يقول عبدالرحمن العتيبي مالك أحد المحلات إن بدايات شارع الحب كانت على يد أصحاب محلات خياطة الفساتين النسائية المتناثرة في الأحياء، إلا أن أحد شوارعها الضيقة بدأ يستقطب أهل الخبرة من الخياطين والمطرزين وأصحاب الموهبة في الموضة وتصاميمها، بالإضافة إلى أهل الخبرة في بيع القماش بأنواعه ومستلزمات الخياطة وأدوات التطريز وزينة الملابس النسائية بعموم أشكالها وأنواعها، وأصبح الشارع يضم العديد من المحلات المتخصصة في الحياكة والتطريز للفساتين وثياب الأعراس والمناسبات. وأفاد أن هذه المحلات أكسبت الشارع مسماه الشهير بين أبناء وبنات المحافظة باسم " شارع الحب" وذلك لاقتران قصص العرسان به والتقاء العريس وأمه مع العروسة وأمها، أمام شرفات المحال لاختيار ثوب العرس أو لتقديم قطع القماش الغالية الثمن لعروسته كي تقوم بتفصيله، ووضع التصاميم واللمسات الأخيرة على ثياب العرس أو ما يسمى بفستان العروس "الشرعة"، مشيرا إلى أن مسمى شارع الحب انطلق من أهل الحي القدامى. أما محمد علي خياط باكستاني يقول إنه يعمل في تجهيز فساتين العرائس منذ 30عاما، ويتلقى طلبات من هن بعمل أشكال يرونها في مجلات الموضة، أو تقوم بعضهن برسم تصميم يعجبها، فيما ذكر الخياط عبدالشكور ميرزا إن من النساء من تفضل تفصيل الفساتين التراثية والمطرزة وذات الطابع القديم، رغبة في العودة إلى الماضي، ولكنه يقول إن عملية إعداده وتفصيله تأخذ وقتا طويلا، وبين أن أسعار الفساتين يحكمها كمية التطريز وكثرة الكريستالات الموضوعة. وأوضح أن بعض النساء يشترين أقمشة غالية الثمن، ويجري التعامل مع القماش بحذر كبير أثناء عملية القص والخياطة حتى لا نفقد الزبائن، ولنتمكن من الوصول إلى رضا الزبون، فإن التفصيل لا يقتصر على النساء الكبيرات، بل بعض الفتيات الصغيرات يفضلن التفصيل عن الجاهز من دور المنتجات النسائية المشهورة، وهذا دليل على الخبرة والتجربة لدى الخياطين بالشارع.