أنعشت الإجازة الصيفية خصوصا مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك المحلات المتخصصة في «تجهيزات العرسان» حيث تتسابق العائلات على إقامة حفلات الزفاف قبل بدء الشهر الكبير بوقت كاف. وتشهد محلات «العمارة الزرقاء» بحي الكندرة بجدة إقبالا ملحوظا على شراء مستلزمات الأفراح، فيما ضاقت الطرق المؤدية للحي بحركة السيارات والزبائن بجانب الزوار من خارج المحافظة بعدما باتت مقصدًا للمقبلين على الزواج. ويشير زهير الدين عبدالرشيد - خياط متخصص في فساتين السهرات في العمارة الزرقاء - إلى أن قصة هذه العمارة تمتد إلى 3 عقود، ويقول: «من أبرز ما تميزت به المحلات التجارية الواقعة بالعمارة الزرقاء هو تخصصها في مستلزمات الأفراح سواء في الأقمشة أو فساتين السهرات والأعراس وكذلك سعرها المعقول مقارنة بباقي المحلات الأخرى». وأوضح أن أسعار الفستان تبدأ من 250 ريالا وحتى 10000 ريال، وأن السعر يختلف بناء على نوعية القماش والجهد المبذول في حياكته خاصة إذا كان يتطلب تطريزًا يدويًا، مشيرًا إلى أن سعر الخياطة فقط يتراوح بين 150 و200 ريال للفستان الواحد. وبعد أن أطرق رأسه قليلا قال: «اليوم أصبحت خياطًا لعوائل بأكملها فقد صنعت فساتين للجدة والأم، وهاهي البنت اليوم تأتي عروسة لشراء مستلزمات زواجها». وعن الزمن الذي تستغرقه خياطة فستان يقول نور الدين: «يستغرق تفصيل الفستان حوالي 5 أيام، وإذا أراد الزبون التعجيل فتزداد القيمة»، مشيرا إلى أن هناك بعض الخياطين متفرغون فقط لخياطة الفساتين بالجملة وبيعها على المحلات والمعارض الكبيرة في شمال جدة. عمالة آسيوية وعلى الرغم ان التصميمات خاصة بالبيئة المحلية الا ان العمالة الآسيوية (هندية، باكستانية، بنجالية) تسيطر على معظم محلات الخياطة في الطوابق العلوية الستة فيما الطابق الأرضي مخصص لمحلات الأقمشة. وخلال جولة «المدينة» في ردهات العمارة ذات الطوابق الستة تصادف وجود عائلة جاءت من أقصى شمال المملكة (تبوك) مستغلين فترة الإجازة الصيفية بغية شراء مستلزمات عرس إحدى بناتهم، والذي سيكون في شهر شوال القادم. ويقول رب الأسرة عبدالله مساعد: «سمعت عن هذا السوق بتخصصه وأسعاره المناسبة، وهذا أبرز ما جذبني إليه، إضافة إلى توفر جميع مستلزمات العرائس من أقمشة وفساتين وإكسسوارات وغيرها وذلك في مكان واحد». وأضاف: «لكن للأسف معظم الفساتين الجاهزة من النوع المكشوف (عريان) وهذا يتطلب إجراء تعديلات على الفستان مما يؤدي ذلك إلى التأخير في الاستلام». وعن أبرز الموديلات والأنواع التي يرغب الزبائن في شرائها يقول (زهير الدين): «في السابق كنت أقوم بعمل تصميم فستان وأعلقه فيأتي معظم الزبائن لتفصيل مثله، أما الآن فلكل زبون ذوقه الخاص به»، مشيرًا إلى أن ذوق الزبون هو المعيار الأساسي في ذلك، إضافة إلى أنه في أحيان كثيرة تصطحب بعض النسوة صديقاتهن وقريباتهن للمشاركة في الاختيار.