لا يزال سور البلدة القديمة في العاصمة اليمنية صنعاء من المعالم التاريخية المهمة التي عرفت بها المدينة منذ مئات السنين. وظل السور الأثري بغير صيانة منذ عشرات السنين وانهارت أجزاء منه وأزيلت أجزاء أخرى في إطار عمليات التوسع العمراني. ووجهت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إنذارا إلى السلطات اليمنية برفع البلدة القديمة في صنعاء من قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي لإهمال صيانة المباني والمواقع الأثرية فيها. وبدأت الحكومة في الآونة الأخيرة حملة واسعة النطاق لترميم المباني في البلدة القديمة، كما شرعت في إجراء عملية ترميم للسور الأثري المحيط بها. وأنشئت مؤسسة مستقلة في اليمن عام 1990 باسم الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية لتتولى ترميم وصيانة المواقع والمباني الأثرية. وقال المهندس بالهيئة أبوبكر المعلمي "الآن نحن نقوم بعملية ترميم لهذا السور نتيجة الأهمية التي يتمتع بها السور هذا ويكمل أهمية المدينة ويتم ترميمه بالطرق التقليدية". وكان السور يحيط بصنعاء القديمة من الجهات الأربع وكانت بواباته تغلق ليلا. والسور مبني بالطين وأخشاب من شجر الإثل وبه أربع بوابات رئيسية هي باب اليمن وباب شعوب وباب ستران وباب السبحة، علاوة على أبواب أخرى فرعية. وأضاف العلمي "طبعا هذا السور بني على مراحل كثيرة وكونت في عدة أبواب. باب السبحة.. باب اليمن.. يعني كان للمدينة سبعة أبواب وكانت محصنة بهذا السور". وتستخدم في ترميم السور نفس المواد وطرق البناء التي استخدمت في بنائه حيث يخلط الطين بالماء والقش ويرص في طبقات.. وقال بناء يعمل في ترميم السور يدعى معوض علي "نعمل طبقات (من الطين). أول طبقة أساس والثانية بالملاج (أداة بناء).. البروة.. ويقويه ويعطيه وقت حوالى 40 سنة لا يخرج الزابور (جسم السور)". حملة الحفاظ على البلدة القديمة في صنعاء شملت ترميم بعض المنازل وإزالة المباني الحديثة المشيدة بالخرسانة لكن الحملة توقفت عدة مرات لنقص التمويل.