هاجمت عناصر من تنظيم القاعدة قوات الجيش اليمني فقتلت 20 جنديا يمنيا في أعنف هجوم يستهدف ثكنة عسكرية ترابط في منطقة المضي في مدخل مدينة سيحوت بمحافظة حضرموت، شرقي العاصمة صنعاء. وقال مسؤول أمني إن مسلحين يستقلون أربع سيارات هاجموا صباح أمس الثكنة العسكرية بالأسلحة الخفيفة والقنابل، مشيرا إلى أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم بالقاعدة المتورط في شن عدة هجمات على قوات الجيش في هذه المحافظة التي كانت مسرحا لاضطرابات وأعمال عنف بعد انخراط قبائل حضرموت في هبة شعبية لطرد قوات الجيش من المحافظة. وأفادت وزارة الداخلية بأن "مجموعة مسلحة خارجة عن النظام والقانون باغتت أفراد النقطة الأمنية التي تبعد عن مدينة المكلا 120 كيلومترا عند الساعة السادسة والنصف فجر أمس ومن ثم لاذوا بالفرار". وروى شهود أن المسلحين اقتربوا بإحدى سياراتهم من موقع حراسة الثكنة العسكرية وقتلوا جنديين من أفراد الحراسة ثم تقدمت أربع سيارات وأطلقت رصاصا كثيفا باتجاه عنبر أقامه الجنود ولاحقوا آخرين حاولوا الفرار إلى منطقة قريبة من الثكنة العسكرية. وشوهدت جثث الجنود متناثرة بالقرب من عنابر المبيت كما شوهدت بعض الجثث مرمية خارج منطقة عنابر الإقامة ما يرجح أنهم استسلموا للمهاجمين قبل أن يتم قتلهم جماعيا. وقال مسؤول عسكري ل "الوطن" إن أكثر الجنود القتلى لم يكونوا مرتدين بزاتهم العسكرية، فيما أكد مواطنون يسكنون بالقرب من موقع الثكنة العسكرية على أنهم سمعوا دوي انفجارات كبيرة في مكان الحادث، قبل أن تهرع قوات الجيش للموقع حيث فرضت عليه طوقا أمنيا وباشرت التحقيق في الحادث. وأشارت مصادر أمنية إلى أن وزير الداخلية عبده حسين الترب وجه على إثر الحادث بإيقاف مدير أمن محافظة حضرموت وقائد فرع قوات الأمن الخاصة بالمحافظة وقائد النقطة الأمنية، كما وجه بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل الوزارة المساعد للأمن الجنائي اللواء الدكتور محمد الغدراء وعضوية مدير عام مكافحة الإرهاب ومدير عام الرقابة والتفتيش بالوزارة. من جانبه ذكر مصدر في مكتب وزير الداخلية اللواء الترب ل"الوطن"،أن الوزير زار عقب الهجوم مقر قيادة القوات الخاصة بصنعاء لتفقدها ونقل تعازيه في مقتل زملائهم، وأكد المصدر ذاته على أن الوزير الترب كان في مقدمة مستقبلي جثامين الضحايا من الجنود الذين تم نقلهم من المكلا إلى صنعاء تمهيداً لتشييعهم.