اندلعت مواجهات مسلحة في بيروت فجر أمس، وتحديدا في الحي الغربي خلف المدينة الرياضية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث سقط قتيل و13 جريحا في اشتباكات عنيفة بين مجموعة تابعة لرئيس "التيار العربي" شاكر البرجاوي المدعوم من "حزب الله" وأهالي المنطقة، وقد استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وتخللت الاشتباك عمليات قنص في الحي الغربي، كما سمع دوي انفجارات ناجم عن استخدام قذائف "بي 7" في الاشتباك المسلح. وأفيد عن مقتل شخص يدعى نبيل الحنش، كما أدت المواجهات إلى اندلاع حريق ضخم في المكان، وهرعت سيارات الإسعاف لإطفائه. واستمرت الاشتباكات مدة 5 ساعات متواصلة، قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من الدخول إلى المنطقة والسيطرة على الأوضاع. وحسب رواية الأهالي إلى "الوطن"، فإن سبب الاشتباكات يعود إلى محاولة البرجاوي الموالي للنظام السوري افتتاح مكتب لحزبه في المنطقة"، إلا أن الأهالي رفضوا ذلك، وطالبوا بمنع "حزب الله" من إشعال جولات حرب أخرى في بيروت وتفويت الفرصة عليه وعلى عملائه من اختراق المنطقة. إلا أن جماعته تحدت المواطنين، وبدأ الظهور المسلح لأفرادها في المنطقة منذ مساء أول من أمس، بعد أن توعد البرجاوي بالعودة إلى المنطقة بالقوة، بعد أن تم إخراجه منها مع مجموعته المسلحة في مايو 2012. وأضاف الأهالي أن المعتدين عمدوا إلى استفزازهم، وتعرضوا لأحد الشباب المؤيدين للثورة السورية، تجمع على إثرها الأهالي الذين طالبوا المعتدين بمغادرة المنطقة، قبل أن تقع المواجهات. من جهته، نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، مشاركتهم في الاشتباكات، وقال: "ما حدث هو أن الأهالي تعرضوا لاعتداءات مسلحة تطورت إلى احتكاكات". وأكد أن الحل الجذري للحوادث الأمنية هو حصر السلاح في يد الجيش اللبناني، وأضاف: "طالما كان هناك سلاح خارج إطار شرعية الدولة، فسيكون هناك تفلت في الوضع الأمني؛ لأن ذلك يشكل بؤر توتر تؤدي إلى انفجار الأحداث". وأثارت عودة البرجاوي إلى مسرح الأحداث في هذا التوقيت الكثير من الأسئلة؛ لأنه لا يأتي منفصلا عن الجو العام المضطرب في طرابلس وعرسال بعد صيدا. والواضح أن "حزب الله" أراد من خلال هذه الأحداث توجيه رسالة إلى "تيار المستقبل" في المنطقة السنية المحسوبة عليه وفي قلب العاصمة، يزعم فيها قدرته على توجيه ضربة للتيار في أماكن نفوذه، عبر أحياء مجموعاته السنية المرتبطة به وبالنظام السوري. وفي طرابلس، وقع إشكال في مكتب قائد محور بعل الدراويش عادل غمراوي، مما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى وإحراق المكتب. كما أصيب ضابط في الجيش فجرا أثناء تنفيذ مهمة أمنية، وكان الجيش استقدم تعزيزات إلى الزاهرية والغرباء منفذا انتشارا كثيفا في المنطقة في إطار التدابير الأمنية التي اتخذها.