"يا بلدية المجمعة دواراتكم ال25 أصابتنا بالدوار، والمائلة منها صغيرة الحجم، الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود"، تلك كانت أشهر العبارات المتداولة بين سكان المحافظة والذين رددوها في المجالس والملتقيات الثقافية مؤخرا، إضافة إلى تداولهم تلك العبارات في مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك بعد أن عزمت بلدية المجمعة على تحويل عدد كبير من الإشارات الضوئية إلى دوارات في مدة وجيزة، وإجراء ميلان كبير لثلاثة منها، أملاً في حل أزمة ازدحام السيارات عند الإشارات. وبلغ مجموع الدوارات داخل المحافظة أكثر من 25 دوارا، قابلة للزيادة، 10 منها تم إنشاؤها خلال مدة وجيزة لم تتجاوز الشهر ونصف، واجه أغلبها سيلا من الانتقادات بسبب سوء تنفيذها الذي تمثل في صغر حجم عدد منها، واقتصارها على مسار واحد بدلا من مسارين أو ثلاثة مسارات. ولجأت البلدية إلى مخالفة لجنة السلامة المرورية المكونة من المحافظة والبلدية والمرور، والتي كانت قد أوصت بإقامة الدوارات الثلاثة بشكلها الطبيعي حيث قامت البلدية بحرفها عن موقعها الأساسي المحدد من قبل لجنة السلامة المرورية، والذي تم إجراء تخطيط له في السابق والواقع في منتصف طريق الملك عبدالعزيز بعرض 40 مترا، والذي يعد الشريان الحيوي الأول في المحافظة، إذ يحتوي على 3 مسارات، وتلك هي المشكلة الجوهرية التي يعاني منها الأهالي في الوقت الحالي. وتسبب انحراف تلك الدوارات بشكل ملحوظ إلى لجوء البلدية لتصغير حجم الدوارات ومن ثم عدم استيعاب محيط دائرتها للكم الهائل من السيارات التي تمر به، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين ضد البلدية واتهامهم للأخيرة بالمجاملة ومحاباة أصحاب المحال التجارية المجاورة لها. وزاد من حدة الاحتقانات لدى الأهالي بقيام البلدية بوضع "مطبات" تسبق كل دوار ومن جميع الاتجاهات ليزيد ذلك من معاناتهم. وكان مواطنون في المحافظة قد عانوا من أعداد "المطبات" في السابق وذلك منذ نحو عامين، مطالبين بتعديل موقع الدورات وإزالة تلك "المطبات" والاكتفاء باللوحات الإرشادية، واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين. وفي هذا السياق، قال فلاح المطيري عن الدوارات المائلة، ودوار آخر تم إنشاؤه بالقرب من مدرسة ثانوية الملك عبدالله، إنها سيئة وغير مجدية نظرا لاحتوائها على مسار واحد بدلا من ثلاثة مسارات أو مسارين على الأقل. فيما أبدى المواطن عبدالله المطيري انتقاده للشكل الذي ظهرت به تلك الدوارات المائلة، متخوفا من المخاطر التي ربما تنجم عنها، وأنه يعتزم مقابلة رئيس البلدية ليشرح له مساوئها، مستغربا وقوف أعضاء المجلس البلدي موقف المتفرج. من جانبه، برر رئيس بلدية المجمعة المهندس محمد الزيد ل"الوطن" مخالفة البلدية لتوصيات لجنة السلامة المرورية بأنه يستحيل أن تكون تلك الدوارات نفذت بشكل هندسي غير لائق، مبيناً أن زوايا تلك الدوارات كانت ضيقة، إضافة إلى قرب زوايا المباني إليها، وأن الطريقة التي لجأت لها البلدية مجربة وناجحة 100% على حد تعبيره ، مضيفا "لو تم عمل ذلك، فإن السيارات سوف تصطدم ببعضها، ولن تكون هناك حوادث بالشكل الحالي". وكشف الزيد عن وجود نسبة خطأ كبيرة من قبل لجنة السلامة المرورية لتلك الدوارات يقصد الدوارات الثلاثة المائلة والتي كان من المقرر إنشاؤها بشكل عادي. وحول وجود تقاطعات صغيرة تم إنشاء دوارات عليها بشكل عادي، قال الزيد إن عدد السيارات بها قليل، نافيا أن تكون هناك مجاملة أو محاباة لأحد في طريقة إنشاء تلك الدوارات.