سالم عبدالله الخمعلي أكتب موضوعي هذا من أجل المواطن الخليجي، خاصة المواطن القطري؛ نظرا للأوضاع غير السارة في دول الخليج العربي، التي جعلت المملكة العربية السعودية ودولة الإماراتالمتحدة ومملكة البحرين يسحبون سفراءهم من شقيقتهم قطر، الأمر الذي يجعل المواطن الخليجي يشعر بالحزن لخروج قطر عن الأهداف التي أُسس عليها مجلس التعاون الخليجي، وانطلاقا من مبدأ "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، واستنادا إلى الحديث الشريف: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فإنني أجزم أن الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع والقياس في هذه المصادر الشرعية الأربعة فيها الحل الشافي لاختلاف وجهات النظر؛ فالقرآن الكريم يحذرنا من الاختلاف ويدعونا إلى التعاون على البر والتقوى، وينهانا عن التعاون على الإثم والعدوان، ويأمرنا بالوفاء بالعقود، والوفاء بالعهد إذا عاهدنا، ويأمرنا بكل الأخلاق الفاضلة، والرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن آية المنافق ثلاث: "إذا عاهد غدر، وإذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان" وفي رواية أخرى إذا خاصم فجر. وكنت أتمنى أن تستجيب السياسة القطرية إلى إخوتها في دول الخليج العربي، وترجع عما يكدر هذه الأخوة؛ حرصا على المصلحة العليا للوطن الخليجي بأكمله، ولا أتصور كائنا من كان أن يُدخل الأعداء ليخرب بيته وبيت جيرانه؛ لأن الأخلاق القويمة تجعل العربي يرفض أن يتدخل أو يخرب أي أحد للبيت الخليجي. ومن المؤسف جدا، أن يأتي من بيتنا الخليجي من يمارس أفعالا ضد ما أسسه قادة دول الخليج العربي الستة على الأسُس القوية التي تربط دول الخليج بعضها مع بعض، ومسؤولية الحفاظ على البيت الخليجي تقع على قادة دول الخليج العربي، كل واحد منهم مسؤول أمام الله ثم أمام شعبه على الحفاظ على المصلحة العامة للدول الخليجية، بحكم الاتفاق على إنشاء مجلس التعاون الخليجي، وعلى الرغم من هذه الأزمة التي أدت إلى سحب سفراء الدول الثلاث من دولة قطر، فإنني أتوقع عودة قطر إلى إخوتها وبشكل سريع؛ انطلاقا من أن الرجوع إلى الحق فضيلة، أما الإجراء الذي كنت أتمناه من دول الخليج العربي، وقد طال انتظاره، هو الاتحاد الخليجي فورا؛ تحقيقا لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي دعا إلى الاتحاد الخليجي، ومن الأفضل أن يبدأ هذا الاتحاد بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، ومن يريد أن ينضم إليهم من بقية دول الخليج، المهم أن نبدأ خطوة الاتحاد فورا، هذا ما أتمناه وللمهمات أهلها، وهم قادة دول الخليج العربي.