استمرت حدة المواجهات بين جماعة الحوثيين ورجال القبائل في منطقة همدان، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء أمس، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح في وقت أخفقت فيه وساطة رئاسية لوقف القتال بين الجانبين والتزام الهدوء. وأشارت مصادر مطلعة في همدان إلى أن المعارك الدائرة بين مسلحي الحوثيين والقبائل في منطقة قاع المنقب بمديرية همدان بمحافظة صنعاء تواصلت وحصدت عشرات القتلى والجرحى، حيث استخدم الطرفان الأسلحة المتوسطة والخفيفة، في وقت نزحت فيه مئات الأسر من مناطق الصراع ولجأت إلى الجبال والكهوف خوفاً على حياتهم. وكان مسلحو الحوثي فجروا أول من أمس بعبوات ناسفة، مدرسة ابتدائية وثانوية ودار القرآن الكريم المكونة من ثلاثة طوابق، في منطقة "ثلاء"، بالإضافة إلى منزل أحد قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح. وقال مسؤول حكومي إن لجنة برئاسة قائد قوات الاحتياط اللواء علي بن علي الجائفي وعضوية أمين العاصمة عبدالقادر هلال، بدأت جهود التهدئة في مناطق المواجهات بعدما منحها الرئيس عبدربه منصور هادي مهلة 72 ساعة لاحتواء الموقف، إلا أن اللجنة لم تفلح في وقف القتال. وقالت المصادر إن المئات من رجال القبائل احتشدوا في مناطق وادي ظهر وثلاء وقاع المنقب واللكمة وذرحان بيت غفر وظلاع همدان، بالتزامن مع احتشاد المئات من مسلحي القبيلة الموالين للحوثيين، وأن الجانبين حشدوا معهم كميات من السلاح المتوسط والثقيل استعدادا لمواجهات فاصلة. وسيطر الحوثيون بعد مواجهات اليومين الماضيين، على منطقة حاز، كما طردوا مسلحي القبائل من الطريق الرئيس الرابط بين مديريتي همدان وشبام كوكبان، فيما انسحبت قوات عسكرية مدججة بالسلاح الثقيل من الطريق الرئيس الذي يربط مناطق المواجهات بصنعاء، لإفساح المجال لجهود الوساطة، التي بدأت لقاءات مع وجهاء القبيلة الموالين للحوثيين والقبائل. وأكد قادة في جماعة الحوثي أنهم دمروا يوم الأحد معسكر تدريب ومركز تحكم تابعين لتنظيم الإخوان في منطقة الصرم مكونا من ثلاث طبقات ويحوي مستودعات للأسلحة، وكان يمارس نشاطاته تحت مسمى معهد طارق بن زياد للعلوم الشرعية، فيما أكد سكان تفجير الحوثيين منزلين يملكهما قيادي في التنظيم يدعى قناف القحيط وهو وجيه قبلي وقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ويصفه الحوثيون بأنه من قادة التكفيريين في هذه المنطقة ويتهمونه بقيادة مليشيا مسلحة تمارس القتل في عدد من مناطق همدان. وأكد قادة ميدانيون في حزب التجمع اليمني للإصلاح أن ما دمره الحوثيون كان مدرسة تقدم خدمات تعليمية لزهاء ألف طالب من أبناء المنطقة فيما نفى مسؤولون محليون أن تكون هذه المدرسة خاضعة لإشراف حكومي. واتهم وجهاء في قبيلة همدان الحوثيين بشن "عدوان إرهابي غادر على مناطقهم خلف ضحايا من الأبرياء وروع الآمنين كما فجروا منازل ومؤسسات حكومية واحتلوا بعض القرى كما قطعوا الطرق، الأمر الذي لم يترك لنا خيارا سوى الدفاع عن أنفسنا وأهلنا وأعراضنا وأموالنا وقرانا". في الأثناء، تقود جهات خارجية دولية وإقليمية رسمية حالياً وساطة ومساعي حثيثة بين الحكومة اليمنية وحلف قبائل حضرموت في سبيل توصل الطرفين لاتفاق عادل من شأنه عودة الاستقرار وتطبيع الحياة بعد أشهر من اندلاع الهبة الشعبية في 20 ديسمبر الماضي. وأكد مصدر في حلف قبائل حضرموت ل"الوطن"، وجود تحرك دولي وإقليمي عبر وسطاء محليين سبقته جهود لجان وساطة رسمية وقبلية حظيت بترحيب رئاسة الحلف ولكن وفقاً لشروطه ومطالبه التي تضمنتها بياناته الصادرة عنه، دون أن يحدد الانتماء الجغرافي لتحركات ومساعي الوساطة.