"يؤسفني جدا عندما أشاهد في إحدى الصيدليات مراجعا يستلم علب الدواء، وعلى كل منها خط أو خطين دون وجود تثقيف للمريض بالعقار، أو تنبيهه بتناوله قبل الأكل أو بعده، وإيضاح الجوانب المؤثرة فيه، وهذا حق للمريض على الصيادلة". بهذه الكلمات، استهلت وكيل وزارة الصحة المساعد للخدمات الطبية، الدكتورة منيرة العصيمي، كلمتها أمس في افتتاح "فعاليات مؤتمر السلامة الدوائية"، الذي تنظمه الإدارة العامة للرعاية الصيدلانية بوزارة الصحة، وتستضيفه "صحة الأحساء" لمدة يومين في فندق الأحساء انتركونتينينتال، بحضور مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم، ومشاركة مجموعة من المتحدثين من داخل وخارج المملكة. الدكتورة العصيمي أكدت خلال كلمتها على حق المواطن في الحصول على الدواء، والحصول على الخدمة الصيدلانية وفقا للمعايير العالمية، واعترفت بحدوث "تقصير" سابق في هذا المجال، مضيفة أن المؤتمر فرصة لوضع اللبنة والاستراتيجية والتوجه لهذا التخصص. وقالت إن "هناك دعما كبيرا من الوزارة لقطاع الرعاية الصيدلانية، الذي حقق الكثير من النجاحات في الموسم المنصرم"، مشيرة إلى أن مسؤولية دعمه على الجميع. وأكدت افتقاد الحماس عند بعض الصيادلة في بعض المناطق لتطوير هذه المهنة، في حين أن توجهات الدولة والوزارة تحرص على التحديث والدعم ومواكبة كل جديد في هذا المجال، وقالت "من خلال الزيارات لاحظت عدم وجود تنسيق بين التموين الطبي والصيدليات، فالكل يعتمد على الآخر في توفير الدواء"، مشددة على أنه في حال عدم توافر "الدواء" في المستشفى أو الصيدلية، يجب الرفع مباشرة للجهات المختصة العليا في المنطقة أو الوزارة. وأكدت الدكتورة منيرة أنه من غير مقبول نهائيا عدم وجود الدواء للمرضى في ظل هذه الميزانيات، وتأسفت لأن صلاحية بعض الأدوية تنتهي دون الاستفادة منها، وهذه مسؤولية الصيادلة، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الإلكترونية لتوفير الأدوية بسرعة. وأشارت وكيل وزارة الصحة المساعد للخدمات الطبية إلى أن تميز الرعاية الصيدلانية مسؤولية أصحاب المهنة، إذ يعول عليهم الكثير في وضع الاستراتيجية الخاصة بالخدمة، والمتماشية مع استراتيجية الوزارة. وأكدت على حق المواطن مريضا أو مراجعا للخدمات الصحية، أن يتلقى الخدمة الصيدلانية بالشكل المطلوب وفقا للمعايير العالمية، واصفة ذلك ب"الأمانة"، مشيرة إلى أن الوزارة حرصت على نجاح برامج السلامة الدوائية في جميع محافظات ومناطق المملكة. وأبان مدير عام الرعاية الصيدلية في الوزارة الدكتور يوسف العومي، خلال كلمته، أن هناك زيادة مضطردة في ميزانية الصحة عاماً بعد عام، كاشفاً عن تشكيل عدة لجان مركزية تضم في عضويتها نخبة من الصيادلة الممارسين، ذوي الكفاءة العلمية للمشاركة في وضع الرؤى والآليات لتنفيذ الخطط الاستراتيجية للرقي بالرعاية الصيدلانية، مؤكداً على أن تطوير الرعاية في المستشفيات والمراكز الصحية يستلزم الاهتمام بالصيدليات، ودعمها لتطبيق البرامج الحديثة.