تواصلت غارات النظام السوري على عدد من المدن السورية أمس، كما استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش الحكومي ومقاتلي الجيش السوري الحر. ففي ريف إدلب لقي 20 شخصاً مصرعهم جراء انفجار في سوق ببلدة سنجار. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن الانفجار الذي وقع في سوق شعبية لبيع الملابس حدث بسبب سيارة ملغومة. كما ترافق الانفجار مع قصف مدفعي لقوات النظام. أما مدينة خان شيخون في نفس المنطقة فقد تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها معظم سكانها بسبب القتال. وكانت آخر موجات النزوح من المدينة قبل بضعة أيام، بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على عدد من حواجز قوات النظام التي كانت تمنع الأهالي من المغادرة. ففي القلمون تمكن الثوار من قتل 10 من مقاتلي حزب الله في اشتباكات بمنطقة ريما قرب مدينة يبرود. وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحد عناصر الفصائل الإسلامية المشاركة في المعركة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، قتل أيضاً خلال الاشتباكات. وتحاول القوات النظامية السورية المدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني السيطرة على المدينة التي تقع في منطقة جبلية استراتيجية متاخمة للبنان، وكانت قد استعادت نهاية العام الماضي مدينتي النبك ودير عطية القريبتين. وتسعى تلك القوات عبر الهجوم على يبرود إلى تضييق الخناق على معاقل المعارضة بريف دمشق، التي واجه بعضها حصاراً قاسياً، مما اضطرها إلى عقد اتفاقات هدنة مع النظام. وعلى صعيد العاصمة دمشق وريفها، فقد ألقت طائرات النظام عدداً من البراميل المتفجرة على مدينة داريا ومخيم خان الشيح بالريف الغربي، مخلفة عدداً من الجرحى ودماراً واسعاً بالمباني. وقالت شبكة شام إن قرى وادي بردى بالريف شمال غرب دمشق شهدت حركة نزوح جراء استهداف المنطقة المستمر بالمدفعية والرشاشات الثقيلة من قبل اللواء 104 التابع للحرس الجمهوري. وقال اتحاد التنسيقيات، إن النظام جدَّد حصاره لبلدتي قدسيا ومعضمية الشام بالريف الغربي، ومنع دخول أو خروج أي شيء منهما، في حين تعرضت بلدات دوما والمليحة لقصف مدفعي وصاروخي، وشهدت الأخيرة اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط إدارة الدفاع الجوي. وفي ريف دمشق أيضا، شن الطيران الحربي السوري غارات أخرى على مدينتي داريا وخان الشيخ وفقا لناشطين. وتحدث المرصد السوري عن مقتل رجل وإصابة امرأة برصاص قناصة من قوات النظام في حي سيدي مقداد بريف دمشق الجنوبي. وأضاف أن ضابطاً برتبة ملازم قتل في اشتباك بالغوطة الشرقية، وذلك بعيد إعلان السلطات السورية أنها قتلت 170 من عناصر جبهة النصرة والجبهة الإسلامية في كمين قرب بلدة العتيبة. إلا أن شهود عيان ونشطاء قالوا إن عدد القتلى لم يتجاوز 40 شخصاً بينهم مدنيون كانوا يحاولون الانتقال برفقة الجيش الحر إلى شمال سورية. كما نفى المتحدث باسم الجبهة إسلام علوش في تصريحات صحفية وجود قتلى من الجبهة في الكمين. وفي حماة، قصفت قوات المعارضة المطار العسكري بالصواريخ، مما تسبب في مقتل وجرح العشرات من الجنود النظاميين. ويشهد ريف حماة منذ أسابيع اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها فصائل معارضة من السيطرة على مدينة مورك وعلى حواجز قريبة منها. إلى ذلك، سقط 5 من عناصر النظام قتلى خلال اشتباكات مع الثوار على جبهة الشيخ نجار بمدينة حلب، حسبما قال اتحاد تنسيقيات الثورة.