إحدى ثانويات البنين بمحافظة خميس مشيط، قررت تغيير الصورة الدونية التي ينظر بها البعض تجاه عاملي النظافة، ولم تجد أفضل طريقة من أن يكون ل"أصدقاء البيئة" صوت حاضر داخل المدرسة، وهو ما دفعها إلى تخصيص برنامجها الإذاعي الصباحي ليكون موجها لهم، وذلك بترجمة كل الفقرات المصاحبة إلى "اللغة البنجلاديشية" ضمن مشروع ابتكرته لتكريم نحو 20 عامل نظافة بالمحافظة. مدير ثانوية الفيصل محمد عبدالرحمن آل دغيم علق ل"الوطن" بقوله: إن ذلك يأتي "في إطار مسؤولية المنشأة التعليمية التربوية والاجتماعية"، وهو ما جعل إدارة المدرسة تدرك أهمية تصحيح النظرة الدونية، التي يحملها البعض لعمال النظافة - على حد قوله -. في تجربة جديدة، قدمت إدارة مدرسة ثانوية الفيصل بمحافظة خميس مشيط، برنامجاً إذاعياً باللغة "البنجلاديشية"، في الطابور الصباحي، وذلك ضمن مشروع لتكريم نحو 20 عامل نظافة بالمحافظة. وقال مدير المدرسة محمد عبدالرحمن آل دغيم ل"الوطن": "في إطار مسؤولية المنشأة التعليمية التربوية والاجتماعية، أدركت إدارة المدرسة أهمية تصحيح النظرة الدونية التي يحملها البعض لعمال النظافة، الذين يقومون بخدمتهم والعمل على نظافة بيئتهم، وتعزيز العلاقة الإنسانية بين الطلاب والعمالة، وتعديل بعض السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الشباب عند التعامل معهم أثناء تأديتهم لعملهم في الشوارع وأمام المنازل، لذلك قررت تكريم نماذج من هذه الفئة أمام الطلاب في الطابور الصباحي، بالتنسيق مع بلدية المحافظة". وأضاف أن إدارة المدرسة ممثلة في الفريق المشرف على برنامج التكريم، اقترحت تسمية عمال النظافة ب"أصدقاء البيئة" لتصحيح الصورة أمام الطلاب، والتأكيد على الخدمات الجليلة التي يقدمونها للحفاظ على بيئة المجتمع وصحته، وسوف ترفع تصورا كاملا بهذا المقترح للجهات الحكومية المعنية، لاعتماد التسمية الجديدة من خلال الشعارات العامة، والعبارات المكتوبة، والزي الرسمي، بغرض الوصول إلى درجة عالية من الاحترام والإنسانية في التعامل مع هذه الفئة. بدأ البرنامج باستقبال نحو 20 عاملاً والمشرفين عليهم في صالة الاستقبال بالمدرسة، وقدم للسلام عليهم أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وطلابها، ثم انتقل الجميع إلى الطابور الصباحي، وبدأت برامج الإذاعة الصباحية المخصصة للمناسبة، حيث عبر الطلاب بأحاديث وكلمات، عن ضرورة احترام تلك الفئة من العمال، وتقدير جهدهم وعملهم. تلت ذلك كلمة لمدير المدرسة رحب فيها بالمكرمين، وشكرهم على جهودهم النبيلة والمشرفة، والخدمات الجليلة التي يقدمونها للبيئة، داعياً الطلاب في رسائل تربوية توجيهية، إلى التعامل الحسن مع تلك الفئة من العمال بالقول والفعل، تنفيذاً لوصية الشريعة الإسلامية التي أمرت بالإحسان إليهم. وحتى تكتمل الصورة، ولكسر حاجز اللغة، استضافت إدارة المدرسة أحد العاملين بمكتب دعوة الجاليات بالمحافظة من الجنسية "البنجلاديشية"، الذي قام بترجمة الأحاديث والكلمات في البرنامج الإذاعي، مؤكداً في النهاية أن العمال عبروا عن سعادتهم وامتنانهم لتلك اللفتة الإنسانية الرائعة. واختتم البرنامج بتقديم هدايا مالية للمكرمين من العمال، تبرع بها معلمون وموظفون بالمدرسة، الذين أكدوا سعادتهم بفكرة البرنامج، وحرصهم على المشاركة فيه مادياً ومعنوياً.