هل بدأت حرب القوى المتشددة على الجيش اللبناني؟ سؤال بدأ يُطرح بعد تفجير السيارة المفخخة على حاجز للجيش اللبناني في منطقة الهرمل البقاعية في سابقة تعدّ الأول من نوعها منذ بدء سلسلة العمليات الانتحارية في لبنان، إذ يعد الانفجار استنساخا لتجارب انتحارية طبقتها القوى المعارضة الإسلامية في سورية، عندما نفذ انتحاريون عمليات ضد حواجز أمنية للجيش السوري النظامي في سعي لاستيلاء مواقع عسكرية أو تخويف عناصره. بداية يقول المحلل السياسي طوني نصر الله، "لا نعرف إن كان الجيش اللبناني هو المستهدف في انفجار الهرمل أم لا؟! كل المعلومات المتوافرة أن ضابطا في الجيش اشتبه في السيارة على الحاجز، وطلب من سائقها التنحي جانبا. وبعد تأكده من أنها مسروقة فجر الانتحاري نفسه فقتل الضابط وآخرين. وهذا تطور أمني خطير يتعلق بالجيش واللبنانيين جميعا. وهو لا يستهدف البقاع فقط بل كل لبنان". ويضيف نصر الله "الجيش اللبناني استطاع في الآونة الأخيرة تحقيق نجاحات نوعية في القبض على عناصر متطرفة، والسيطرة الأمنية في عدد من المناطق المشتعلة. وهذا قد يدفع بعض القوى المتشددة إلى استهدافه، لأن هؤلاء لا يريدون استقرار الدولة اللبنانية ولا وحدتها، وبالتالي يهدفون إلى ضرب وحدة المؤسسة العسكرية الجامعة لكل اللبنانيين في محاولة لخرقها وتخويفها. من هنا يجب على الجيش اللبناني اتخاذ إجراءات وقائية؛ لمواجهة هذا الأمر حتى يتابع انتصاراته في مجال تطويق هذه العناصر الإرهابية". وكانت معلومات قد وردت إلى الجيش اللبناني في البقاع عن تحضير جهة ما لعملية انتحارية. لذلك اتخذت حواجز الجيش هناك إجراءات استثنائية وأخضعت كل السيارات للتفتيش الدقيق. وهذا ما دفع تحليلات سياسية وعسكرية إلى الحديث عن تنفيذ جماعات متطرفة عمليات انتحارية تستهدف الجيش اللبناني لسببين؛ الأول: تعميم حالة الفوضى والخوف بين الناس للضغط على حزب الله، أما السبب الثاني: فهو الثأر من الجيش اللبناني بعد نجاحه في نهر البارد وأحداث عبرا، إضافة إلى اعتقال بعض المشتبه بهم في تنظيمات متشددة مثل الشيخ عمر الأطرش ونعيم عباس وآخرين. من جانبه يقول المحلل السياسي سيرج داغر "لبنان يعيش حالة من الاستهداف الواسع على صعيد الشعب والجيش. ومع مرور الأيام تزداد حدة التوتر الأمني، من خلال عمليات إرهابية تسعى للضغط على حزب الله للخروج من سورية. كما يحمل هؤلاء الدولة اللبنانية مسؤولية ذلك، عادة إياها شريكة للحزب من خلال سكوتها عن قتاله هناك. لذلك قلنا سيواجه لبنان إما الحياد أو الحداد، وها نحن نعيش الحداد بين فترة وأخرى؛ جراء زج حزب الله في الحرب السورية التي عليه أن يخرج منها فورا".