تسعى وزارة الصحة لوضع لائحة ترغب الأطباء والممرضين والممرضات للعمل في المناطق الطرفية والنائية بعد أن سجلت عزوف كثير من الكوادر الصحية عن العمل فيها. ولجأت الوزارة إلى سد ثغرات الاحتياج بالمراكز الصحية والمستشفيات بتعيين غير السعوديين والمنقولين إلى تلك المناطق حديثا، حيث باتت تلك المناطق غير مرغوبة لدى السعوديين لعدم وجود مزايا مغرية بالإضافة إلى تكاليف التنقل والسكن الباهظة. وأكدت مصادر "الوطن"، أن المميزات ستكون بمثابة "بدلات" للأطباء والممرضين الذين يرغبون العمل خارج المدن في المراكز الصحية والمستشفيات. وأوضحت المصادر أن المقترحات تدرس لاعتماد تلك المميزات لإعادة توطين المراكز الصحية في الهجر والقرى وتدعيمها بكوادر سعودية، وذلك بعد عزوف الكثيرين من الجنسين عن هذه الوظائف لعدم وجود حافز إضافة للبعد والتنقل وغياب السكن والبيئة الحياتية المتوفرة في المدن. وتقتضي خطة الوزارة أن تزيد من نسبة الكوادر السعودية في هذه المستشفيات والمراكز النائية وإحلالهم في وظائف يعمل فيها نسبة كبيرة من الأجانب الذين عادة لا يمانعون من نقلهم للقرى والهجر ويقبلون بالقرارات الصادرة تجاههم تلبية للعقود المبرمة معهم. من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطايفي ل"الوطن"، عزوف بعض الممرضين والممرضات من السعوديين عن قبول العمل في المراكز الصحية بالهجر والقرى، مشيرا إلى النسبة الكبرى التي تعمل في تلك المراكز هي من الأجانب، وذلك حسب العقود الموقعة معهم. وأضاف أن نسبة توظيف السعوديين في القطاع الصحي ارتفعت مقارنة بغيرهم ولا بد من إيجاد حل لذلك. وأكد الطايفي أن بعض القرى بطبيعتها غير حاضنة للموظفين حتى يمكن للموظف أو الموظفة السكن والعيش فيها طيلة الأسبوع ولذلك نجدهم يعتذرون عن الذهاب إلى هذه المناطق النائية خاصة الممرضات السعوديات. وقال: "واجهنا بعض العقبات في تعيين بعض الموظفين بالمراكز خاصة من أولياء أمور الممرضات، بالرغم من حاجة المنطقة الماسة لإشغالها بممرضين أو ممرضات". وألمح الطايفي إلى أن إدارته مضطرة لتطبيق النظام وذلك للمصلحة العامة بالنقل والتعيين حتى لو كان الموظف على ملاك منشأة أخرى، وذلك لسد العجز في حال حدوثه. يذكر أن مركز صحي الهندية التابع لوادي الفرع بمنطقة المدينةالمنورة خلا من طبيب لعدة أيام، حيث اضطر الطبيب إلى السفر في إجازة وأثناء إجازته أبلغ الإدارة بعدم عودته مجددا، حيث اضطرت الشؤون الصحية إلى تشغيل المركز بطبيب مناوب، وهو ما أوقعهم في مشكلة غياب الكوادر الصحية عن هذه المناطق البعيدة، واستدعى أن توجد حلول جذرية لهذه المشكلة.