أعلن المهندس عبدالعزيز بن خميس تأسيس "مركز عبدالله بن خميس الثقافي"، الذي سيرى النور قريباً، رافعا الشكر لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وقال: الإكبار والعرفان لسموه الكريم على ما بذله ويبذله وعلى عظيم إنسانيته ومحبته ووفائه لوالدي - رحمه الله - حياً أو ميتاً كما هو العرفان لسموه على كثير من البذل والعطاء ومواقف الدعم والمساندة عبر مسيرة الكفاح الطويلة التي خاضها والدي في ميادين العلم والعمل والأدب والثقافة والسياسة والتاريخ، وأضاف: لن أنسى إلحاح سموه المتواصل ومتابعته الدؤوبة، بل وتقصيه لكل مهام التحضير والإعداد لتأسيس "مركز عبدالله بن خميس الثقافي".. جاء ذلك خلال اللقاء العلمي عن الأديب عبدالله بن خميس (1919-2011)، الذي افتتحه وزير الصحة وزير الثقافة والإعلام بالإنابة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، مساء أول من أمس، ونظمته دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي في فندق مداريم كراون بالرياض، بحضور أبناء المحتفى به عبدالله بن خميس، وحشد من أصدقائه وجيله من الباحثين والمثقفين. وأشار الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، في كلمته إلى اهتمام الدارة بتاريخ الجزيرة العربية وأعلامها ضمن جهودها في توثيق تاريخ الأعلام، الذين أسهموا في الحراك الثقافي والأدبي والتاريخي للمملكة العربية السعودية ومن لهم إسهامات فكرية وثقافية ونتاج علمي، وقال السماري في كلمته: (إذا تحدثنا عن الأدب السعودي فلا بد من أن نذكر ابن خميس.. وإذا ذكرنا الشعر العربي والشعبي كان ابن خميس في طليعة شعراء المملكة.. وإذا أتينا إلى تاريخ الجزيرة العربية تدويناً وتحقيقاً رأينا ابن خميس في أول مضمار السباق.. وإذا أردنا الكلام عن جغرافية الجزيرة العربية بتنوع تضاريسها من جبال وسهول ووديان وجدنا ابن خميس في مقدمة البلدانيين). ولفت رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري إلى أن اللقاء العلمي يكتسب أهمية خاصة، مشيراً إلى أن فكرته بدأت من اجتماع لمجلس إدارة الدارة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مضيفا: إن اهتمام سموه باللقاء فكرة ثم دعماً ومتابعة وتوجيهاً ورعاية يحمل دلالات عميقة تؤكد تقدير القيادة الحكيمة للرجال المخلصين من أبناء هذه البلاد العزيزة، وتثبت أن رجال الفكر والأدب الذين أفنوا أعمارهم وأحبارهم في خدمة بلادهم ومواطنيهم محل الاحتفاء والتقدير والتكريم والإجلال، ذاهبا إلى أن تكريم ابن خميس تاج يمكن أن نضعه على رأس كل أديب ومؤرخ ومفكر سعودي، منوهاً بالمصادفة الجميلة المتمثلة في ارتباطه بالدارة عضواً في مجلس إدارتها، وارتباطه بالنادي بوصفه أول رئيس لمجلس إدارته في مرحلة التأسيس عام 1395. ثم انطلقت الجلسة الأولى للقاء العلمي "الروايات والذكريات"، أدارها الحيدري، وشارك فيها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والدكتور محمد الربيّع، وعبدالرحمن الرويشد، والدكتور أسعد عبده، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد، وابنة المحتفى به الروائية أميمة الخميس. وأشار الشبيلي إلى أن ابن خميس وحمد الجاسر من المؤرخين الكبار في المملكة، مبينا أنه احتل مكانة بين الأدباء المؤرخين العرب، متحدثا عن تاريخه الأدبي والجغرافي وعن علاقته بصحيفة الجزيرة. وألقى الحيدري كلمة الرويشد موضحا ريادة ابن خميس في الفكر والثقافة في فترة زادت على خمسين عاماً، وعدد الرويشد مناقب ابن خميس في شخصيته ومنهجه البحثي والأوسمة التي نالها داخل المملكة وخارجها، ذاكرا أن من أوصاف ابن خميس لدى محبيه (الراوية الذواقة) لتغنيه بالشعر بعذوبة مفرطة، وذكر الرويشد أن عبدالله بن خميس توصل بحذاقته وعشقه الشعر الفصيح والشعبي إلى حقيقة: أن القصيدة الشعبية ليست إلا امتداداً لجذور الشعر الفصيح، كما ذكر الرويشد أن للأديب عبدالله بن خميس قصيدة في الحرب العالمية الثانية لما طال العالم منها من الأذى والمجاعة والقلق، وكان ابن خميس حينها رئيساً للنادي الأدبي بدار التوحيد. وتناول الدكتور ناصر الرشيد دور ابن خميس في التربية والتعليم وأهميته في الأدب، فيما سرد الدكتور أسعد عبده، ذكرياته معه في الجمعية الجغرافية السعودية وغيرها ومرافقته في عدد من رحلاته. وتطرقت أميمة الخميس لتعامل والدها مع أسرته، واهتمامه بتربيتهم وتعليمهم، وجهوده في تعليم المرأة. أما الدكتور محمد الربيّع فتناول اهتمام ابن خميس بالشعر الشعبي. وشهد مساء أمس عقد الجلستين الثانية والثالثة بعشرة بحوث لكل من الدكتور عبدالعزيز الغزي ببحث "إسهامات عبدالله بن خميس في مجالي الآثار والتاريخ"، والدكتور عبدالله المعيقل ببحث "جهود عبدالله بن خميس في الأدب الشعبي"، والدكتور عبدالعزيز بن سلمة ببحث "ابن خميس كاتباً وصحفياً: مرحلة التكوين"، والدكتور يحيى أبو الخير ببحث "منهجية عبدالله بن خميس في رصد المواقع في المعاجم الجغرافية"، والدكتورة هيا السمهري ببحث "شعر عبدالله بن خميس"، والدكتورة حسناء القنيعير ببحث "التفكير اللغوي عند عبدالله بن خميس"، والدكتور حمد الموسى ببحث "التجربة الإعلامية لابن خميس"، والدكتور عبدالله حامد ببحث "ابن خميس من الشرق إلى الغرب"، والدكتورة منى البليهد بورقة "القيمة المضافة (السياق الثقافي الرمزي) لنصوص من كتاب المجاز بين اليمامة والحجاز"، ومحمد الخنيني بورقة "تجربة عبدالله بن خميس في إعداد البرامج الثقافية: برنامج من القائل نموذجاً". وكان وزير الثقافة والإعلام بالإنابة قد تجول قبل الحفل الخطابي في المعرض المصاحب للقاء الذي أعده أبناء عبدالله بن خميس، وضم أكثر من سبعين صورة توثق لحياته. وألقى عبدالله بن سالم الحميد قصيدة، قبل عرض فيلم وثائقي عن ابن خميس، تحدث فيه عدد من الأدباء والباحثين وأفراد أسرته عن جوانب في حياة ابن خميس مصحوبة بلقطات تاريخية لعدد من الأماكن والمناسبات المتعلقة بمسيرته.