أكد الخبير الاقتصاد الرياضي راشد الفوزان، أن حجم المديونيات التي تغرق فيها بعض الأندية السعودية، شوهت سمعة كرة المملكة على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم والعالم، وذلك على خلفية الأزمة المالية التي يعانيها نادي الاتحاد. وقال الفوزان ل"الوطن"، إن "المعلومة الصحيحة مفقودة في الأندية السعودية، إذ يتسلم الرئيس الجديد منصبه دون علم أكيد بحجم الديون من جهة، وبمن وقع عقود اللاعبين المحترفين من جهة أخرى، كما حدث مع المحترفين بخاري وسوزا". وأضاف "المشكلات المالية مع المدربين واللاعبين الأجانب أعطت فكرة غير جيدة عن كرتنا، فأصبح من الصعب التعاقد مع محترفين على مستوى عال؛ لأنهم يرفضون التعامل مع أنديتنا بعد أن ذاع صيتها في العالم بصورة سلبية لعدم سداد المستحقات، وسيصعب بالتالي استرداد الثقة خارجيا باستقطاب محترفين إلا على هيئة (أرباع لاعبين)". وتابع "الأندية السعودية تدخل نفقا مظلما لمبالغتها في قيمة العقود، وحاليا هناك أندية لم تسدد للاعبيها رواتبهم منذ 10 أشهر، خاصة أنها تعتمد على أعضاء الشرف الذي يتبرعون أحيانا للمحاباة أو لفرض سياستهم على النادي.. الاستقلال المالي بات مطلبا من خلال التخصيص، والدور الذي يجب أن تؤديه بقوة رابطة دوري المحترفين بتوفير مستحقات الأندية من بيع حقوق الشعار، ودخلها من النقل التلفزيوني، وتوزيع حصصها من الحضور الجماهيري.. تطور الرياضة في المملكة يتطلب زيادة الدخل بعيدا عن الاعتماد على الدولة كأن يطرح منتج الدوري في مزايدة مثلا أمام قنوات فضائية قوية أخرى". وعن السمعة المحلية، قال "المستثمر في المملكة يتراجع بسبب المديونيات العالية التي تثقل كاهل الأندية حتى إن شركة إس تي سي خرجت؛ بسبب عدم وجود احترافية في العمل داخل الأندية، واتجهت للاستثمار في الأندية الأوروبية، ولم تجد منا أي جدوى أو تعاون.. كما لا يوجد لدينا توازن بين الموارد المالية والمصروفات، فالأندية توقع عقودا بالملايين مع لاعبين لا يستحقون هذه المبالغ من حيث المستوى الفني أو الانضباطية، وبالتالي تعجز عن توفير رواتبهم الشهرية التي تتجاوز أحيانا نصف مليون ريال، وما زالت الأسعار ترتفع وسط ندرة المواهب".