عاد حزب الله إلى عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية من جديد، وكان من المفترض أن يتوجه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ليسلمه قائمة بأسماء وزراء الحكومة الجديدة النهائية بعد رسم السيناريو النهائي كاملاً بين رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، بعد مفاوضات جرت عبر وسطاء لتذليل العقبات، إلا أن ذلك توقف نتيجة إشكالات برزت في الساعات الأخيرة صباح أمس. ففي الوقت الذي أعلن فيه من بعبدا عن استنفار الصحفيين للمجيء إلى القصر للإعلان عن الحكومة، تبين بعيد ذلك بقليل أن الأمر لم يبت بعد، وتبين أن حزب الله رفض بشكل قاطع إسناد وزارة الداخلية لمدير عام قوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي كمرشح عن تيار المستقبل. كما رفض أيضاً إسناد ذات الوزارة للنائب جمال الجراح، وهو ما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة ظهراً. وقالت مصادر مطلعة إن حزب الله عرض منح ريفي وزارة أخرى غير الداخلية، كما أبدى عدم ارتياحه لتولي الوزير جبران باسيل وزارة الخارجية. من جانبهما، سعى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى تذليل العقبات في محاولة لإصدار مراسيم الحكومة، بسبب ارتباط رئيس مجلس النواب نبيه بري بمواعيد رسمية في الكويت الأحد المقبل. وأفيد بأن اتفاقاً شاملاً جرى بين سليمان وسلام وعون على صيغة حكومية متكاملة تسند فيها الداخلية إلى ريفي، لكن حزب الله رفض التسمية وعرقل التأليف. بدوره تمسك تيار المستقبل بترشيح ريفي، وقال أمينه العام أحمد الحريري "المستقبل" لن يقبل إلا بأشرف ريفي وزيراً للداخلية". وكان "حزب الله" قد سارع إلى إبلاغ الوسطاء لدى معرفته بنية سلام التوجه إلى بعبدا لإعلان الحكومة، ومن بينهم الوسيط وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور بأن لديه تحفظات على تسمية النائب جمال الجراح وزيراً للداخلية، وأنه لم يقم بتسمية الوزيرين محمد فنيش وحسين الحاج حسن لتمثيله في الحكومة.