ربما لن ينسى أهالي محافظة "ظهران الجنوب" مأساة الطفلة عبير أحمد يحي (5 أعوام) التي ظلت عدة أسابيع تصارع الموت في انتظار قرار قبول تحويلها لإحدى مستشفيات منطقتي عسير أو نجران حتى توفيت، ونشرت "الوطن" قصتها، ليدرج اسمها ضمن عشرات المرضى الذين فقدوا حياتهم بسبب بقائهم في مستشفى غير قادر على توفير العلاج. عدد من أهالي المرضى أجمعوا على أنهم لم يعدوا يثقون في وعود مسؤولي الشؤون الصحية بمنطقة عسير بتطوير مستشفى ظهران الجنوب، وإعادة تأهيله بشكل كامل، فيما ذهب آخرون بالقول إلى أنهم أصبحوا يبحثون عن واسطة هنا وهناك لتحويل مرضاهم، أو إخراجهم على مسؤوليتهم، ونقلهم في سياراتهم الخاصة إلى المستشفيات الخاصة. محمد صالح الوادعي طالب بضرورة التعامل بإنسانية مع حالات المرضى المحولين سواء لمستشفى عسير المركزي، أو مستشفى الملك خالد بمنطقة نجران، أو المستشفيات الخاصة، وقال "ليس من المعقول أن يظل المريض لأكثر من شهر حتى يأتي أمر تحويله، لتسوء حالته، وتتدهور صحته بشكل عام، ليصل إلى المستشفى المحول اليه وقد فقد فرصة العلاج بسبب تأخير التحويل". بدوره، حمل سعيد الوادعي الشؤون الصحية في منطقة عسير المسؤولية عن معاناة المرضى المتأخرة حالتهم في مستشفى ظهران الجنوب العام، وعدم قبول تحويلهم إلى مستشفى عسير المركزي، أو أي مستشفى خاص آخر بسبب الروتين العقيم في التعامل مع التقارير الطبية المحولة لهم"، مشيرا إلى أن البحث عن واسطة لنقل المرضى أصبح هاجس ذوي المرضى عند إقرار مبدأ التحويل. وأضاف أن البعض يضطر الى إخراج أقاربهم من المستشفى على مسؤوليتهم الخاصة وهم في حالة غيبوبة، أو حالاتهم متدهورة، ونقلهم في سياراتهم إلى أحد المستشفيات، ويعرضونهم بذلك إلى مخاطر قد تصل إلى الوفاة، لعدم توفر كوادر طبية مساندة، أو أجهزة إنعاش أثناء عملية النقل. وعن الآلية المتبعة لنقل الحالات، قال الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية بعسير سعيد النقير إن "نقل الحالات الحرجة بين المستشفيات له نظام واضح وتعليمات مشددة، ففي حالات إنقاذ الحياة أو إنقاذ أي عضو جسدي يتم نقل المريض فورا في سيارة الإسعاف المجهزة، ويتصل بالمستشفى المرجعي الأقرب للتجهيز لاستقباله بدون أخذ موافقة مسبقة. أما الحالات الطارئة فتنقل من 24: 48 ساعة، وفي أغلب الأحيان يكون النقل في وقت أقصر من ذلك، سواء لمستشفى حكومي مرجعي أو خاص تتوفر به الخدمة". وأضاف أن المستوى الثالث يشمل الحالات العادية بالعيادات، فتعطى مواعيد حسب إمكانية المستشفيات المرجعية التي يحول لها المريض، ويشمل الرابع الحالات الباردة وهي المحالة من العيادات والمراكز الصحية للمتابعة، ويوجد لها نظام آلي بوزارة الصحة يسمى "إحالتي" وهو مراقب من قبل المديرية والوزارة على مدار الساعة في عموم المناطق". وأوضح النقير أن "هاجس الوزارة تقديم الخدمة للمريض على كافة المستويات، ولا يمكن تقديم الخدمات العلاجية بدون آلية تضمن الحصول على حقه في الوقت المناسب بعيداً عن بروتوكول القبول، ونظام الرد من المستشفيات المرجعية، وأكبر دليل على ذلك تطبيق نظام الإحالة السريعة "إنقاذ الحياة"، للإحالة إلى القطاع الخاص في حال عدم توفر أسرة العناية المركزة، والخدمات الطبية الطارئة بالمستشفيات الحكومية". وأشار إلى أن الوزارة دشنت مؤخرا خدمة 937 التي تعنى بتقديم الخدمات الصحية، ويمكن التواصل من خلالها مع جميع المناطق، من أي وسيلة اتصال "جوال، ثابت، هاتف طوارئ"، ومن خلالها يتم استقبال جميع الشكاوى أو الملاحظات على مدار الساعة، وتمريرها للجهات المختصة بالوزارة وفروعها.