أوجد أطباء عاملون في طوارئ مستشفى عسير حلاً موقتا لسد نقص الأسرة، بعدما استغنوا عن كراسيهم التي يستريحون عليها، في حال عدم وجود مرضى، وتحويلها إلى أسرة، يرقد عليها المريض خلال الكشف عليه من قبلهم، جراء الزحام الشديد على طوارئ المستشفى وأسرة القسم. وأوضح خالد آل رافع (مراجع) أن الطبيب المناوب قام بالكشف على زوجته وهي جالسة على كرسيه بعدما تعذر وجود سرير وازدادت حالتها سوءا وهي تقف منتظرة. وأكد مراجعون آخرون تكرار نفس الموقف من جانب أطباء آخرين. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير ل"الوطن" أن هذا الازدحام يعود إلى أن المستشفى يعتبر الوحيد الموجود بمنطقة عسير كمستشفى مركزي، حيث تتم إحالة الحالات الحرجة إليه، والحالات التي تحتاج إلى تدخل تخصصي ببعض التخصصات غير المتوفرة في المستشفيات الطرفية سعة 100 و50 سريرا. وأضاف أن 27 مستشفى حكوميا تقوم بالتحويل إليه من كافة محافظات ومراكز المنطقة. وبخصوص التوسعة التي تمت في الطوارئ، أشار النقير إلى أن لها نتائج جيدة في تقليل الازدحام، غير أن المستشفى يستقبل أعداداً كبيرة من المرضى من جميع مستشفيات المنطقة وذلك بتحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات غير متوفرة بها، وأيضا المستشفيات الخاصة بالمنطقة في حال عدم توفر التخصص المطلوب بها، إلى جانب التحويل من بعض المناطق المجاورة مثل جازان ونجران وبيشة. وفيما يتعلق بأعداد المراجعين لفت النقير إلى أن متوسط عدد المراجعين بطوارئ مستشفى عسير المركزي يومياً من 400 إلى 500 مريض، ويزيد هذا العدد في فترة الإجازة الصيفية، حيث يصل إلى 700 مراجع. وأوضح أن الحالات التي يتم تحويلها إلى مستشفى عسير المركزي هي الحالات التي تحتاج إلى تدخل تخصصي دقيق لعدم وجود هذا التخصص بالمستشفى المحول، وحالات الحوادث والإصابات التي يتم تحويلها مباشرة من خلال الهلال الأحمر أو المسعفين، وتتم معاينتهم من قبل حوالي 24 طبيب طوارئ، مقسمين على ثلاث مناوبات لتغطية عمل الطوارئ على مدار 24 ساعة. وعن كون القصور في خدمات مستشفيات محافظات المنطقة هو السبب، أكد عدم وجود قصور بمستشفيات المحافظات الطرفية، ولكن هناك معايير للمستشفيات سعة 50 و100 سرير لبعض التخصصات الدقيقة، والتي تكون غير متوفرة بها، ويتم تحويل الحالات بناء على ذلك. وبشأن الحلول الجذرية لتخفيف الضغط على طوارئ المستشفى، قال النقير إن صحة عسير بدأت دعم مستشفى خميس مشيط العام بالقوى العاملة والتجهيزات لكي يكون مستشفى مرجعيا، وسيتم أيضا دعم مستشفى محايل العام ومستشفى النماص العام لهذا الغرض وتخفيف الضغط على مستشفى عسير المركزي، إلى جانب عدد من المشاريع القادمة مثل مستشفى عام بمحافظة خميس مشيط بسعة 300 سرير، ومستشفى أبها العام الجديد بسعة 300 سرير أيضا، والمدينة الطبية حتى يصل معيار الأسرة مع المعيار العالمي لعدد سكان المنطقة.