الهدف الذي وضعت الملحقيات الثقافية من أجله، هو خدمة ورعاية أبنائها المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم، وتسهيل أمورهم، ومتابعة شؤونهم الدراسية، وفي دول العالم يوجد المئات من الموظفين، وتكتظ مبانيها بمئات المشرفين الدراسيين والاجتماعيين وغيرهم، ممن ساهموا في تسهيل مهمة الدارسين بشكل كبير. وإلى جانب مهامها الإدارية، والطلابية، فإن تلك الملحقيات تهتم بالأنشطة الاجتماعية، واللاصفية، ومن ذلك رعايتها للأندية الطلابية التي لا تخلو دولة من العشرات منها، ونجد العديد من الفعاليات التي تعقد سنوياً، ويحضرها نخبة من الشخصيات فضلاً عن مسؤولي الملحقية، وهذا واجبهم بطبيعة الحال. إلا أن الغريب، هو ما نشهده بين الحين والآخر - وإن كان حدوث ذلك أمرا نادرا، وفي حالات معدودة- وهو قيام مجموعة من الطلبة، ممن يرعاهم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، أو من الدارسين على حسابهم، بتنظيم فعاليات لافتة دون العودة للمرجع الدراسي والمسؤول الأول عن وضع الطلبة في الخارج، وهو الملحقية، دون وجود مبرر لذلك، لاسيما في دول عرف ملحقوها الثقافيون بدعمهم اللامحدود للأنشطة الطلابية، وعدم تخلفهم عن حضور معظمها، وهو أمر يثير الاستغراب، ويدعو للتعجب من الهدف من وراء ذلك، خاصة أن هناك فعاليات مشابهة بصورة كبيرة، تقام بشكل نظامي، وتلقى دعما كبيراً من وزارة التعليم العالي. من هنا، أرى أن تبادر الملحقيات الثقافية إلى عقد لقاء مفتوح تدعو إليه المشاركين في تلك الفعاليات، وتستمع إلى مرئياتهم، والأسباب التي دعتهم إلى ذلك، فكما أسلفت أنها حالات نادرة ومحدودة للغاية، لكن هناك من قد لا يدرك تبعاتها، خاصة الطلاب قليلي الخبرة، والدراية.