أكد الدكتور عايض بن محمد الزهراني الباحث والمؤرخ في جامعة الطائف عقب انضمامه إلى مجلس دارة الملك عبد العزيز ، أن الدارة تسعى في عملها إلى توظيف الماضي لخدمة الحاضر . وقال في حديث خص به "عكاظ" : نحن نريد مثل غيرنا من الأمم والشعوب أن نسخر ماضينا وتاريخنا بالصورة المثلى لخدمة حاضرنا، والتحضير لمستقبلنا، وهذا أمر معقول لأننا نملك تاريخاً وتراثاً قل أن يضاهيهما في تراثهما وتنوعهما ماضي أية أمة أخرى أو تراثها وهو مشروع لأننا نريد أن يكون حاضرنا ومستقبلنا وليد أيدلوجيا نابعة منا . وأضاف الزهراني :" لذلك نشبه التاريخ بالنهر الكبير الذي تتدافع بين شطآنه أمواج حضارتها فيكاد الماضي ينسكب في الحاضر ، ويكاد الحاضر يذوب بين معبري الماضي والمستقبل" وعن إسهام الدارة في توثيق تاريخ الوطن وحضارته الفكرية والثقافية والتراثية قال: منذ إنشاء الدارة وترأس مجلس إدارتها شيخ المؤرخين وعميدها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حققت الدارة نجاحات متميزة وحققت أهدافها في توثيق تاريخ المملكة وإصدار المؤلفات والموسوعات العديدة والمتنوعة للتاريخ والحضارة والتراث الفكري والثقافي والعمراني للوطن وأصبح سجلها حافلاً بالإنجازات ، وأشرقت بتاريخ الوطن على فضاءات تاريخية واسعة. أما فيما يتعلق بالأنشطة الفكرية للدارة خلال الفترة الماضية فأشار الزهراني إلى أنه منذ اعتلى قمة الدارة أمينها الدكتور فهد السماري الذي آمن بأن الأمة التي لا تحسن الفقه بتاريخها أمة فاقدة للحس التاريخي مريضةً بحالة غيبوبة عن الذات وتائهة عن حقيقتها ودورها ومعالم طريقها إلى المستقبل ، فقد سعت الدارة بناء على ذلك إلى الإهتمام بإقامة الندوات والمحاضرات عن سيرة الملك عبد العزيز خاصة وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديماً وحديثاً لكي يتسنى للمجتمع أن يكون ملماً وعلى وعي بتاريخ وحضارة بلاده. وتطرق الدكتور الزهراني إلى العلاقات العلمية للدارة مع مختلف الجهات والدولية قائلاً : "وقعت الدارة اتفاقيات تعاون مع مراكز داخل الوطن العربي وخارجه واستضافت جمعيات علمية وأصبح بعضها مقره في رحاب الدارة ، بل اتسع ذلك في تبنيها المشروعات العلمية كموسوعة الحج والحرمين الشريفين ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وسلسلة مصادر تاريخ الجزيرة العربية ومشروع الأطالس التعليمية ، ومشروع توثيق تاريخ الزيت ، ومشروع توثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمملكة والموسوعة الشاملة لأسماء الأماكن ، وقاموس الأدب والأدباء في المملكة وموسوعة الملك عبد العزيز في الشعر ومشروع أعلام المملكة وتوثيق تاريخ الخيل والإبل ". وأشار إلى أن الدارة اهتمت بالتاريخ واتسعت رؤيتها إلى التاريخ لما هو أهم من المعارك وأخبارها أو المعاهدات السياسية ، بل تتبع سير العقل البشري في شتى مظاهر النشاط الإنساني . وأضاف الزهراني : أثمن الثقة الغالية التي أولاني إياها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز بتعييني بمجلس الإدارة ، وانه لفخر لي أن أتشح بهذا الوسام الذي أعتز بحمله». وخلص إلى القول: «أسأل الله عز وجل أن يعييني على المشاركة مع النخبة المتميزة، المتألقة ،المتسمة بالرأي والحكمة ، وأن أكون عند حسن ظن الجميع لتحقيق التطلعات ، والرؤى ، والأهداف للدارة والنهوض لخدمة تاريخ هذا الوطن الشامخ ، كما أثمن دور أمينها الدكتور فهد السماري وأبث له أرق معاني الشكر والامتنان والتقدير على عظيم دوره في الارتقاء بأهداف الدارة ».