شرعت دارة الملك عبدالعزيز في إنشاء مشروع مركز الأميرة سارة بنت أحمد السديري لأبحاث المرأة الذي أقره مجلس إدارتها مؤخرًا إضمن المرحلة الثانية من مشاريعه الرامية إلى إنشاء مركز خاص، وسيكون المركز الجديد بجوار مقر الدارة بحي المربع، بما يمثل مظلة جديدة وملتقى لأفكار الباحثات ونشاطهن العلمي وندواتهن المتخصصة، وقد قوبلت هذه الخطوة باستبشار كثير من الباحثات المعنيات بالتاريخ ومباركتهن، وكان معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز قد أشار في حديث إعلامي سابق لأهداف المركز الجديد بقوله: إن هذا المركز الذي هو عرفان لوالدة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمهما الله- ودورها في استعادة الرياض وتوحيد البلاد وسيكون العمل فيه على محورين الأول استظهار تاريخ المرأة السعودية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وتوثيق إنجازاتها وأدوارها الحضارية في مختلف المراحل التاريخية، والثاني احتضان الباحثة السعودية وغيرها من الباحثات وخدمتها وتقديم كل العون لتسهيل تفصيل أبحاثها العلمية التاريخية وكل ما يتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية بما فيه تاريخ الجوانب النسائية وتاريخ الجزيرة العربية، وهو امتداد لمركز الباحثات الذي خدم الباحثة وتفاعل مع النشاطات العلمية والوطنية النسائية في مناطق المملكة العربية السعودية لأكثر من عقد من الزمن اكتسب خلالها كثيرًا من الخبرات المختلفة ومنها الشعور بمعاناة الباحثة السعودية لصعوبة تنقلها وظروفها الاجتماعية التي قد تحد من نشاطها الكامل. وكانت الدارة قد أيقنت قبل اثني عشر عامًا أن الحاجة ملحة لإنشاء مركز خاص بالباحثات وجسر يمد الكوادر البشرية النسائية بوسائل الاتصال الحديثة فيما يتعلق في نشاطات الدارة العلمية. وقد أنشأت الدارة مركزا للباحثات يكون داعمًا لهن بالاتصال بمقدرات الدارة العلمية، وتوفير احتياجاتها من المراجع والمصادر التاريخية عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني، إضافة للتفاعل مع أعمال الدارة اليومية والإسهام في نشاطاتها العلمية. وأوضح معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن الدارة رأت وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز بإنشاء مركز خاص للمرأة الباحثة يحقق خصوصية المرأة السعودية ويسهّل لها الاطلاع مباشرة على الوثائق والمخطوطات والكتب وغيرها من المصادر المتوافرة لدى الدارة. مبينًا أنه مع تصاعد دور المرأة السعودية علميًا وبحثيًا كان واجبًا أن نشرك الباحثة في الأعمال العلمية، بضم بعض الأسماء النسائية المميزة إلى اللجان العلمية ومنها مشروع قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية الذي تنفذه الدارة. وتنشر الدارة ضمن إصداراتها العلمية التي بلغت 300 إصدار؛ بحوثًا ورسائل جامعية وكتبًا لباحثات سعوديات وعربيات، وبلغت الكتب المنشورة لأسماء نسائية 21 إصدارًا تأليفًا وتحقيقًا وترجمة لمؤلفات. وتتطلع الدارة إلى مزيد من المشاركات ونشر ما يردها سواء من الأقسام الأكاديمية أو من الباحثات ووفق الاشتراطات المحكمة للنشر لديها سواء على الباحث أو الباحثة لتحقيق أعلى جودة ممكنة في المادة العلمية. وأشار الدكتور السماري إلى أن هناك باحثات أجنبيات من مؤسسات علمية يابانية وصينية وأمريكية وأوروبية صنعن مع الدارة خط اتصال مباشرا بعد الزيارة الأولى لها، مشيدا بدور الباحثات في الاسهام في الندوات الملكية وغيرها من الندوات العلمية الأخرى. ونالت المرأة الباحثة العديد من الجوائز والمنح ومنها جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية.