لم تقتصر مشكلة الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار الخضراء في محافظة بلقرن ومراكزها الواقعة شمال منطقة عسير على تدهور الغطاء النباتي وانقراض الأنواع النباتية، بل تعدت آثارها إلى تغير الطقس المحلي وزيادة حدة الجفاف وظهور التصحر في بعض الأماكن، وساهم هذا الأمر في زيادة انجراف التربة وفقدها القدرة على الاستنبات من جديد. وتؤكد الباحثة في الجغرافيا الحيوية فايزة أحمد الزهراني أن الاحتطاب يسبب تملح الأراضي وانتشار السباخ وبالتالي التأثير السمي في النباتات مما يؤدي إلى موت النباتات وإعاقة نموها، ويؤدي إلى عجز التربة المتملحة عن تلبية حاجات النباتات من العناصر الغذائية المطلوبة. المهندس الزراعي عبدالله عوض بين أن أكثر الأنواع النباتية المحتطبة تدهورا في بلقرن والبشائر هي أشجار الطلح والعرعر وكذلك السلم في السفوح الجبلية غربا، موضحا أن تعرية الأرض من هذه النباتات أدى إلى سيادة نباتات أخرى شوكية وغير نافعة مثل العشر والعبعب والحنظل. وبين مدير الزراعة ببلقرن محمد القرني أن التعليمات تقتضي منع قطع الأشجار ويمنع منعا باتا الاحتطاب وهناك عقوبات للمخالفين، وأنهت وزارة الزراعة الإجراءات الجديدة للمراقبين الميدانيين للاحتطاب ونحن في الزراعة ننتظر السيارات الجديدة المخصصة ولدينا الموظفون الآن جاهزون لاستلام أعمالهم الميدانية هذه الأيام. من جانبه أوضح مدير زراعة البشائر مسفر الشمراني أن أشجار المنطقة تتعرض للاحتطاب خاصة في فصل الشتاء بنسبة عالية جدا لغرض التدفئة، وساهم هذا الاحتطاب في انحسار بعض الأشجار، ولدينا غابات تأثرت كثيرا جراء الاحتطاب، وخاصة أشجار الطلح في السراة والسمر في تهامة. وأضاف الشمراني أن مشكلة الاحتطاب تستمر أيضا في الصيف بنسبة أقل حتى يستخدم الحطب للشواء أو الطهي أو إعداد المشروبات الساخنة للسائحين، مبينا أن هناك حملات مراقبة ومتابعة للاحتطاب وهناك عقوبات تطبق بحق المحتطبين.