يرى علماء النفس أن العوامل النفسية تؤثر على طبيعة وتصرفات البشر وعطائهم في شتى المجالات خاصة في حالة الضغوط، حيث يقل عطاء الإنسان أو يتذبذب حسب الحالة النفسية ورغبته في أداء المهام الموكولة له، وفقدانه بعض الأحيان للتركيز، ما يجعله يقع في كثير من الأخطاء. وحول الجانب النفسي، ومدى تأثيره على نزال الليلة المرتقب، أوضح أستاذ علم النفس الرياضي في جامعة الملك سعود، دكتور صلاح السقا أن "الجانب النفسي للأداء مهم، وتبرز أهميته في مباريات خروج المغلوب والنهائيات، ناهيك عن أنها ديربي، ونهائي الليلة سيشكل ضغوطا على الفريقين من أكثر من جانب، سواء كانت من جانب المنافسة أو تحقيق البطولة، خاصة وأن كل منهما يعني له الكثير التغلب على الآخر ليعلن نفسه أنه البطل، وهذا الأمر بحد ذاته يشكل ضغوطا تلعب دورا أكبر من الدور البدني والمهاري، أو حتى العوامل الفنية". وأضاف "الجانب النفسي يؤثر في الجانب البدني وكل منهما يؤثر في الآخر، وأعتقد أننا اقتربنا من نهاية الموسم، والمفترض أن يكون الفريقان جاهزين من الناحية البدنية والمهارية، ويأتي هنا دور الجانب النفسي الذي يحدد عطاء كل فريق". وأشار السقا إلى أن كل فريق لديه ميزة تمنحه أفضلية في المباراة، وتحدث أولاً عن الهلال، وقال "خبرته وتعامله مع المباريات النهائية ووصوله المتكرر للنهائي السابع على التوالي لكأس ولي العهد وفوزه المتوالي في كل مباريات البطولة يعطيه ثقة ما قبل المباراة". وعن النصر، أوضح "المباريات التي لعبها أخيراً والنتائج المتميزة التي حققها في الدوري تمنحه دفعة نستطيع من خلالها أن تستقرأ أنه فريق يلعب 90 دقيقة كاملة وهذه صفة من صفات الفريق البطل". وشدد السقا على أنه ما قبل المباراة هناك نوع ما من المساواة في الجانب النفسي، ويبقى المهم أثناء المباراة ومتغيراتها التي تؤثر على الجانب النفسي سلباً أو إيجاباً، وأضاف "الجانب النفسي ليس ثابتاً، ومن الصعب أن يكون الأداء ثابتاً طوال 90 دقيقة، لكنه يعتمد على قدرة اللاعب في كيفية السيطرة والتحكم على الانتقال وتركيز الانتباه، والفريق الذي يستطيع أن يتحكم في متغيرات المباراة، والاختلاف الذي يحدث بها وقدرته على التركيز لمدة أطول أعتقد أنه المرشح لأن يكون البطل هذه الليلة". وعن هوية حكم المباراة ومدى تأثيره النفسي على اللاعبين، أبان السقا أن الإنسان يختار العوامل التي تؤثر عليه، وقال "المشكلة تكمن أن بعض الأخطاء التي يقع فيها الفريق أو الحكم أو حتى الجمهور نجعلها تؤثر علينا أو نستطيع التعامل معها وتجاوزها ونعتبرها جزءا من اللعب". وتابع "الخبرة وقدرة التعامل هما الفيصل في هذه المواقف، والعملية ليست بالحدث ولكن كيف نفكر بالحدث، وهذا الأمر ينطبق على الحكم وكيفية التفكير به، فهل أركز على أخطاء الحكم بحيث يبدو لي خصما أم أركز على كيف ألعب بالرغم من تجاوزات الحكم.. هناك فرق تعرضت لأخطاء تحكيمية وبالرغم من ذلك فازت لأنها ركزت على اللعب أكثر، والعكس هنا صحيح". ونوه السقا إلى أن التنافس المحموم بين قطبي العاصمة ضخّم من حجم أخطاء الحكام وحساسيتها، داعياً اللاعبين للتركيز على لعب كرة القدم لأنه بهذه الحالة لا يستطيع الحكم أو غيره أن ينتزع التركيز منهم، وقال "في الغالب التركيز على الأخطاء لإيجاد مبررات وأعذار في حال الخسارة، ولكن حينما يعود اللاعب لقرارة نفسه لن يجد أن أخطاء الحكم هي السبب الرئيس للخسارة".