فجر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي، جدلا وحيرة بين رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب؛ بتباين مواقفه بين الفقيه والمفتي إلى الناشط السياسي، وسط انتقادات لمواقفه الأخيرة المنحازة لجماعة الإخوان المسلمين، والمحرضة ضد الجيش المصري في تصديه لطموحات الجماعة السياسية. جاء حضور القرضاوي "الممنوع من دخول مصر والموضوع على قوائم ترقب الوصول الذي تنظر المحاكم المصرية عدة دعاوى لسحب الجنسية المصرية منه خلال مناقشات فكرية ساخنة حول كتاب "المفتي العالمي.. ظاهرة القرضاوي.. فقيه السلطة والربيع العربي"، لبتينا جراف، وجاكوب بيترسن، وترجمة دينا حسن، بمشاركة كل من عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الشحات الجندي، والباحث في الشؤون الإسلامية كمال حبيب، وأدار المناقشة الكاتب الصحفي مصطفى عبدالرازق، الذي أوضح أن الكتاب صدر منذ أربع سنوات وكان معدا للنشر، ولكن الظروف حالت دون ذلك. ويثير الكتاب عدة تساؤلات منها، هل نتعامل مع القرضاوي على أنه شخصية واحدة أم عدة شخصيات؟ وهل نغفل إسهاماته الفكرية بعد تصريحاته الأخيرة؟ مشيرا إلى أن القرضاوي أصبح فقيه السلطة، وهو ما جعله يفقد ثقة الشارع، فبعد أن كانت لديه القدرة على تحريك الشارع العربي، أصبحت الآن مواقفه لا تجد صدى لدى الشارع المصري لارتباطه بمشروع سياسي معين. ولفت الجندي إلى أن الكتاب ينتهي إلى أن أبرز جانب في شخصية القرضاوي أنه مفت لا يبارى ولا نظير له، حتى إنه يقال إنه أكثر شهرة في القرن العشرين بالنسبة للإفتاء. وتساءل الجندي، هل فكر القرضاوي تقليدي أم تنويري؟ والإجابة أن هناك اختلافا في وجهات النظر، فالبعض يصنفه أنه متشدد، والبعض يقول إنه وسطي، والبعض قال إنه إرهابي؛ لأنه خرج عن نطاق الداعية والإفتاء، وله خطاب تحريضي لمواقفه من الشرطة والجيش في مصر عندما قال: إن الجيش الإسرائيلي أفضل من المصري، فهذا كلام مستفز.. ومن يومين دعا المصريين للخروج للشارع لمقاومة الكفر أو تأييد الإيمان ضد الكفر وتأييد أهل الحق ضد أهل الباطل. وخلص الجندي إلى القول بأن القرضاوي متناقض مع نفسه، مشيرا إلى أنه منذ فترة حضر جلسة لمجمع البحوث الإسلامية، وكان يبدو عليه التفهم للأمور، وبمجرد أن عاد إلى قطر أخذ يكيل الاتهامات لشيخ الأزهر، ويقول إنه لا يشرفه الانضمام لهيئة كبار العلماء، وعدّ الأزهر منبطحا للقوات المسلحة ومن هنا يتضح أن له موقفا ظاهرا وموقفا باطنا. من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية كمال حبيب، إن الكتاب رؤية غربية لظاهرة الشيخ القرضاوي كمفت تجاوز حدود مذهب أو دولة أو جماعة، إذ أصبح مفتيا عالميا، ولكنه كتب على عجل، إذ لم يعودوا إلى مراجع، واعتمدوا على كتاب عن حياة القرضاوي. وأشار حبيب إلى أن مواقف القرضاوي تثير الجدل، إذ كان في الماضي داعما للتيار الإصلاحي في الإخوان، والآن يتبنى مواقف سيد قطب، رغم أنه صاحب دعوة التبشير في الدعوة والتيسير في الفكر، وهو عكس فكر سيد قطب. وعدّ حبيب أن ما يصدره القرضاوي في الأمور السياسية يعد رأيا أو بيانا وليس فتوى؛ لأنه موقف سياسي يعبر عنه الفقيه، ولذلك يجب أن يعامل كأي مواطن قد يكون محقا في رأيه أو مخطئا.