حظي توقيع الأطراف في جنوب السودان على اتفاق وقف العدائيات بترحيب دولي واسع. وعدّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، الهدنة "خطوة حاسمة" في طريق سلام دائم بالبلد الوليد، مرحبا باتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة دولة الجنوب والمتمردين، الذي وقعه الطرفان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول من أمس؛ لإنهاء أسابيع من القتال الذي أدى إلى تشريد نصف مليون شخص. ورحبت وزارة الخارجية النرويجية بالاتفاق، كما ثمن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج وقال "نرحب بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان، وجهود الوساطة الإقليمية التي جعلت هذا ممكنا". ومن جانبه، قال رئيس مجلس الأمن الدولي، الأمير رعد بن زيد بن حسين، إن أعضاء المجلس رحبوا أمس، بتوقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، ودعا جميع الأطراف إلى التنفيذ الفوري والكامل للاتفاق. وجدد مجلس الأمن الدولي دعمه اللامحدود لبعثة الأممالمتحدة في الجنوب "أونميس"، ولرسالتها التي تقوم بها نيابة عن المجتمع الدولي في حماية المدنيين بما في ذلك الرعايا الأجانب، وإجراء أعمال المراقبة والرصد والتحقق في مجال حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية. ميدانيا، قال متمردو جنوب السودان أمس، غداة توقيع وقف إطلاق النار، إن القوات الحكومية قامت بمهاجمتهم، لكن الجيش نفى ذلك. وأوضح لول رواي كوانغ، الناطق باسم قوات المتمردين الموالية للنائب السابق للرئيس رياك مشار، أن قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير هاجمت مواقعهم في ولاية الوحدة النفطية"، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة اتني وك اتني، أنه لم تسجل أي معركة. من جانبها، نفت وزارة الخارجية السودانية صدور قرار لمجموعة الإيقاد بإرسال قوات لدولة الجنوب تحت منظومتها، مشيرة إلى أن هذا القرار يقتضي اجتماع الدول الأعضاء على مستوى الرؤساء. وقال المتحدث باسم الوزارة أبوبكر الصديق، إن وزارة الخارجية الكينية أصدرت توضيحا بأن القوات التي سيتم إرسالها ستكون ضمن قوات الأممالمتحدة وليست ضمن منظومة دول الإيقاد، موضحا أن آخر قمة لمجموعة الإيقاد التي انعقدت في نيروبي، لم تصدر أي قرار بإرسال قوات إلى الجنوب السودان. وكانت عدد من وسائل الإعلام قد تناولت خبرا مفاده أن مجلس الأمن في منظمة الإيقاد قد تبنى قرارا يسمح بإرسال 5 آلاف و500 جندي إلى الجنوب. وعلى الصعيد الإنساني، أكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان "أوشا"، تواصل تدفق اللاجئين من دولة جنوب السودان عبر الحدود إلى الولايات السودانية، هربا من الصراع الدائر بالدولة الوليدة، مشيرا إلى أن التقديرات الحالية لأعداد النازحين تجاوزت 20 ألف نازح جنوبي وفقا لمفوضية اللاجئين. وأفاد تقرير "أوشا"، أن منطقة "أم دخن" والقرى المحيطة بها بولاية وسط دارفور، استقبلت أكثر من 5 آلاف لاجئ جنوبي منذ ديسمبر الماضي وحتى الآن، كما تم رصد وصول نحو 650 نازحا آخر من منطقة "بيدا" الحدودية إلى ولاية جنوب كردفان خلال الأسابيع الماضية. وأكد التقرير الأممي، فرار 1325 من قبيلة "الدينكا" بجنوب السودان؛ بسبب تزايد حدة الصراعات، ووصولهم إلى معسكر النازحين التابع للأمم المتحدة بمنطقة "خور عمر" بشرق دارفور.