غداة توقيع اتفاق وقف النار بين الطرفين المتنازعين في جنوب السودان، أكد المتمردون الموالون لرياك مشار أمس، أن القوات الحكومية هاجمتهم، لكن الجيش نفى ذلك. وقال الناطق باسم قوات مشار، لول رواي كوانغ إن «قوات (رئيس جنوب السودان) سلفا كير يهاجمون حالياً مواقعنا في ولاية الوحدة النفطية». وأضاف في بيان أن المتمردين صدّوا هجوماً آخر في ولاية جونقلي (شرق). في المقابل، نفى الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير اتهامات المتمردين، مشيراً إلى أنه لا يملك أي معلومة في شأن معارك جرت أمس. وأوضح أن المعارك في جونقلي التي يشير إليها كوانغ تعود الى الأول من أمس. وقال أغوير: «حتى الآن ومنذ أمس (الخميس)، تفيد معلوماتنا بأن الوضع هادئ. لم نتبلغ حصول أي معركة». كذلك، أكد الناطق باسم رئاسة جنوب السودان اتني وك اتني عدم تسجيل حدوث أي معركة. وقال للصحافيين: «الحكومة لم تصدر أوامر لأي قوة بالقتال لأننا وقّعنا» اتفاقاً لوقف النار. من جهة أخرى، رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما أول من أمس، بالاتفاق بين طرفي النزاع في جنوب السودان، ووصفه بأنه «خطوة أولى مهمة» في تسوية الأزمة في هذا البلد الذي تأسس عام 2011. وقال أوباما في بيان: «أرحب بالتوقيع اليوم (الخميس) على اتفاق يضع حداً للأعمال العدائية في جنوب السودان ويشكل مرحلة أولى في بناء سلام دائم». وأضاف: «الآن، يجب على قادة جنوب السودان أن يعملوا فوراً على تنفيذ هذا الاتفاق والبدء بحوار سياسي يضم كل الأطراف من أجل حل الأسباب غير المعلنة للنزاع». وأوضح أن «مشاركة كل السجناء السياسيين المعتقلين لدى حكومة جنوب السودان أمر أساسي في هذه المحادثات وسنواصل العمل على إطلاق سراحهم سريعاً». ورحبت روسيا بالتطور الإيجابي للأحداث في جنوب السودان. وعبّرت في بيان أصدرته خارجيتها عن أملها في أن يتم «التقيّد في شكل تام بتفاصيل الاتفاق وأن يشكل خطوة هامة على طريق بدء الحوار السياسي بين طرفي النزاع وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والوفاق في جنوب السودان». على صعيد آخر، أعلنت ناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تدعى اليزابيث بايرز أمس، أن البرنامج فقد على الأرجح أكثر من 3700 طن من الغذاء بسبب أعمال نهب في جنوب السودان، أي ما يكفي لإطعام 220 ألف شخص لمدة شهر. وأضافت بايرز في إفادة عادية في جنيف أن مخازن البرنامج في بلدة ملكال أُفرغت بالكامل. وقالت إن «البرنامج» يعمل على استعادة المخزونات المفقودة وحماية ما تبقى منها.