وافق وزراء الثقافة المجتمعون في مؤتمر طيبة بالإجماع على الطلب الذي تقدمت به دولة سلطنة عمان عام 2009؛ لاستضافة أعمال المؤتمر التاسع، وأن تكون مدينة "نزوى" العمانية عاصمة للثقافة الإسلامية للعام المقبل 2015. و"نزوى" من المدن التاريخية بعمان، تقع في محافظة الداخلية، وتعدّ المركز الإقليمي للمنطقة. تبعد عن العاصمة مسقط بنحو 160 كلم، وكانت في عصور الإسلام الأولى عاصمة لعمان، عرفت بنشاطها الفكري والثقافي وتعاقب عليها الكثير من المفكرين والمؤرخين والفقهاء، وأطلق عليها لقب "بيضة الإسلام" وتنتشر فيها مجموعة من القلاع والحصون والمساجد الأثرية. وكان وزراء الثقافة قد واصلوا لليوم الثاني في جامعة طيبة بالمدينةالمنورة أعمال "مؤتمر وزراء الثقافة الإسلامية" برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، تحت عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام". وطالب الوزراء في المؤتمر الذي اختتم أمس، بتقديم الدعم المادي والتقني لحماية التراث الحضاري والإنساني في الدول الأعضاء، مشددين على ضرورة التصدي للعدوان الإسرائلي على المكتسبات الثقافية للدول الأعضاء، ومن بينها ما تنفذه منذ عشرات السنين في محاولات حثيثة لتهويد المواقع الأثرية الفلسطينية، مطالبين بحماية دولية لهذه المواقع. وفي جلسة العمل الثالثة ناقشوا انتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، التي أنشئت وفقا لقرار المؤتمر لخامس في العاصمة الليبية طرابلس نوفمبر 2007. وناقشوا توجهات الخطة متوسطة المدى لبرنامج الإيسيسكو لدعم قضايا حماية التراث الحضاري الإسلامي في 2010 -2018، التي تستند على خطة العمل الثلاثية، التي تؤكد على ضرورة تخصيص أنشطة الإيسيسكو المنفذة ما بين الدورتين السابعة والثامنة، وذلك بتسجيل المواقع الإسلامية التراثية والطبيعية في العالم الإسلامي في قائمة التراث الإسلامي، إضافة إلى توفير التكوين المستمر للإطار البشري في المجالات المعمارية والمتحفية، ومواصلة إصدار الدراسات العلمية والوثائقية من المآثر الحضارية الإسلامية بالدول الأعضاء، كما استعرضوا دور"الإيسيسكو" في حماية التراث الثقافي المعرض للأخطار من الكوارث الطبيعية أو الاستيلاء عليها في أوقات الأزمات والحروب كما حصل في فلسطين، والعراق، وسورية، وليبيا، واليمن، والصومال، ومالي، وأفغانستان، وتطويرها برامج عمل المتاحف ومراكز حفظ المخطوطات وحماية المعارف التقليدية للدول الأعضاء، واهتمت مطالب ومناقشات المؤتمر بجانب توثيق التراث الحضاري، وإنشاء هذا المشروع لدول الأعضاء على شبكة الإنترنت. إلى ذلك افتتح أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، مساء أول من أمس، المركز الثقافي ومبنى مكتبة المدينةالمنورة العامة. ويعد المركز الذي تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 41 مليون ريال الأول ضمن عدد من المراكز الثقافية التي بدأت الوزارة تشييدها في بعض مدن المملكة.