بينما يدفع لبنان ثمن تورط حزب الله في المستنقع السوري، أو كما قال نائب لبناني "أتون الحريق السوري"، قال دبلوماسي عربي يُقيم في العاصمة اللبنانيةبيروت التي استفاقت أمس مجدداً على وقع تفجير هز معقل حزب الله "الضاحية الجنوبية": إن الحزب بات يعيش حالة وصفها ب "المهزوزة"، نتيجة الضربات التي تلقاها أخيراً، والتي اعتبر أنها وإن كانت غير موجعة، فستكون "اختراقا أمنيا" للحزب بكل المقاييس. ولم يُسهب الدبلوماسي العربي – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – في الحديث عن الأمر، إلا أنه أشار إلى أن الحزب، عمل على توجيه النواب التابعين له في البرلمان اللبناني للظهور في عدة وسائل إعلام، لخلق تصور عام بأن الحزب "مُستهدفٌ" ممن يوصفون ب "الدخلاء"، أو كما يحلو للحزب نعتهم ب "الإرهابيين"، في إشارة إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" و"جبهة النصرة"، وذلك لصرف النظر عن أن ما يحدث في لبنان، ليس ناتجا عن دخول الحزب في الصراع السوري، بل عن ترعرع جماعات توصف ب "التكفيرية" ليس إلا، أو كما قال "لصرف النظر عن دخول الحزب في الحرب ضد الشعب السوري إلى جانب نظام الأسد". وفي هذه الأثناء، اعتبر عضو تيار المستقبل اللبناني النائب هادي حبيش، في تصريحاتٍ إلى "الوطن" أمس، أن لبنان بات يدفع ثمن دخول حزب الله، فيما وصفه ب "أتون الحريق السوري"، في إشارة منه إلى ضلوع حزب الله بالرجال والعتاد في القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتخطى حبيش أكثر من ذلك، حين قال إن سحب قوات وعناصر حزب الله من سورية، لن يتم إلا بقرارٍ إيراني، لأن مشاركته في المستنقع السوري كانت نتيجة أوامر إيرانية، ومن هذا المنطلق بات الحزب بحاجة إلى أمر إعادة عناصره إلى لبنان من قبل طهران". تفجير حارة "حريك" أمس، الذي ذهب ضحيته 5 قتلى و35 جريحاً، تبنته جبهة النصرة في لبنان، في تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". ويأتي التفجير بعد 20 يوما من تفجيرٍ مُماثل في الثاني من يناير الجاري شهدته ذات المنطقة، وتبنته آنذاك "كتائب عبد الله عزام"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعد 6 أيام فقط، من اغتيال الوزير اللبناني محمد شطح، مستشار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، في عملية انتحارية هزت قلب العاصمة اللبنانيةبيروت. ولفتت وسائل إعلام لبنانية إلى أن أجهزة إعلام تابعة لحزب الله "قناة المنار"، بثت وقوع الانفجار لحظة وقوعه في أحد شوارع المنطقة المكتظة بالمارة والسكان. وقالت وكالة الإعلام الوطنية اللبنانية، إنه وبعد الكشف الميداني للأجهزة الأمنية على مكان الانفجار في حارة حريك، تبين أن السيارة "المسروقة" التي تم تفجيرها، كانت محملةً بقذائف هاون، من نوع 120 ملم، مربوطة بجهاز للتفجير. بدوره، قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل "معلومتنا تؤكد أن السيارة كانت مفخخة، والانتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً لم ينفجر". كما قالت مصادر إلى "الوطن" إن التفجيرات التي تستهدف الضاحية الجنوبية سببها المباشر مغامرة "حزب الله" في سورية، مشيرة إلى أنه لا يمكن الخروج من هذا المستنقع إلا بانسحاب الحزب من سورية. إلى ذلك، توقع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط المزيد من التفجيرات في البلاد، لافتاً إلى أن لبنان "دخل في حلقة جنونية وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهاباً". وأضاف "هناك مرض نفسي سياسي عقائدي بناه بعض الذين يشوّهون الإسلام باسم الجهاد، وهذا ليس جهاداً بل هي أعمال منافية للإسلام".